مقاومة التّدخين والوقاية منه - مقاومة التدخين
مقاومة التّدخين والوقاية منه
للحدّ من انتشار آفة التّدخين في بلادنا خصوصا عند الأطفال والشّباب ولإنجاح برنامج مكافحة التّدخين يجب على الفرد أن يعي بمخاطر التّدخين ويشعّ على محيطه كما يجب أن تساهم جميع الأطراف حكوميّة كانت أو منظمات غير حكوميّة وكافّة شرائح المجتمع في مكافحة التّدخين، ويجب أن يكون هذا البرنامج متماشيا مع محيطنا الاجتماعي والثقافي والاقتصادي.
1- الوقاية الأولى: وتهدف إلى تثبيت الامتناع عن تجربة التّدخين:
وتتمثّل في تعليم النشء الابتعاد عن التّدخين وذلك بتنبيههم إلى مخاطر تجربة التّدخين وحثّهم على مقاومة مغرياته وعدم البدء فيه (لأنّ التوقّف عن التّدخين قد يكون صعب التّحقيق). ويكون ذلك بمدّهم بالمعلومات العلميّة المتعلّقة بالتّدخين لإعانتهم على أخذ قرار اجتنابه وليس حملهم على إتّباع ما يعتبره الكبار أفضل لهم.
والوقاية الأوليّة لا تشمل صغار السن فحسب بل حتّى الكبار الّذين لم يستهلكوا التّبغ من قبل لأنّه من الممكن أن يلتجؤوا إلى تجربة التّدخين دون التّفكير في الإدمان أو في عواقب هذه التّجربة، ثمّ سرعان ما يجدون أنفسهم قد انخرطوا في زمرة المدمنين على التّدخين.
كما أنّ تجنّب التّدخين يتطلّب قوّة شخصيّة وعزيمة متواصلة لرفض الإغراءات المتعدّدة والمتنوعة خصوصا وأنّ هناك من يرى في التّدخين رمزا للرّوح العصريّة ومظهرا من مظاهر التحضّر يلجأ إليه الشّباب بتشجيع من الكبار خارج محيط العائلة بمن فيهم الأصحاب وزملاء الدّراسة. لذلك أصبحت عمليّة رفض تجربة التّدخين عمليّة صعبة تقتضي قناعة راسخة بمخاطر التّدخين وتجربته وإرادة صلبة وشخصيّة قويّة للصّمود أمام الإغراءات المتكرّرة للأتراب والتيقّن من أنّ الحريّة تكمن في عدم التّدخين.
وتقع كذلك مسؤوليّة الحد من انتشار التّدخين عن طريق التّقليد على عاتق الشّخص الّذي يتّخذه الآخرون قدوة لهم يقلّدونه في تصرّفاته ويحاكونه دون تفكير لذلك يجب على الكهل أن يمتنع عن القيام بأي سلوك غير سوي ويختلف الشّخص القدوة من محيط إلى آخر:
- فعلى صعيد الأسرة يعتبر الأولياء قدوة لأبنائهم وعليهم أن يحذّرونهم من التّدخين ويبيّنوا لهم أضراره، ويبقى الأهم ألاّ يدخّنوا أمامهم.
- وفي المدرسة يعتبر التّلاميذ مدرّسهم قدوة لهم لذلك عليه ألاّ يدخّن في حضورهم.
- وعلى الصّعيد العام يعتبر الطّبيب قدوة لجميع الناس في الممارسة الصحيّة، ورؤيته يدخّن تؤثٍّر سلبا على اقتناعهم بمضار التّدخين، لذلك على الأطبّاء وجميع العاملين في المجال الصحّي أن يمتنعوا عن التّدخين في حضور الآخرين قبل أن ينصحوهم بعدم التّدخين.
كما أنّ من حق غير المدخّن أن يتمتّع باستنشاق هواء نقي دون التعرّض اللاإرادي للدخّان الّذي يتصاعد من المدخّنين ويمثّل خطرا مضاعفا على الأطفال فيتسّبب في ضعف نموّهم الجسمي والعقلي. كما يساعدهم على تقبّل تجربة التّدخين لأنّ أجسامهم قد تعوّدت على خزن كميات هائلة من النّيكوتين فلا يشعرون بتأثيرات سلبيّة عند تدخين أوّل سيجارة.
لذلك وتجاه هذه الأخطار النّاجمة عن التّدخين السّلبي تولد ضغط متزايد يدعو إلى العمل على نطاق العالم بأجمعه لحماية حق غير المدخّنين وذلك بمنع التّدخين في أماكن العمل أو أيّة أماكن عامّة أخرى.
2- الوقاية الثّانويّة: الإقلاع عن التّدخين:
يسترجع المقلع عن التّدخين حرّيته وثقته في نفسه، ولا يعتبر ذلك أمرا مستحيلا رغم صعوبته. والاقتناع بأنّ التّدخين عادة سيّئة وسلوك اجتماعي غير طبيعي ونقمة على الصحّة خطوة ضروريّة للتوقّف عنه. وتمثّل العزيمة الجادّة عاملا أساسيّا في ذلك.
والاعتزاز بأخذ القرار والتمسّك به يساعدان كثيرا المدخّن على أن يتحرّر من التّبغ ويصبح قدوة لأبنائه وأسرته وأصدقائه وينعم بطعم الأغذية والرّوائح النقيّة الّتي يستنشقها. كما أنّ هناك العديد من الأساليب الّتي تعينه في ذلك مثل:
- إعلان انقطاعه عن التّدخين للمحيطين به (عائلته، أصدقاؤه وزملاؤه) حتّى يلتزم بقراره أمامهم ويكسب مساندتهم له.
- تفادي اللّقاءات والجلسات وأوقات الفراغ المعرضة للتّدخين.
- ممارسة أنشطة وهوايات مفيدة تنسي التّدخين كالرّياضة.
- التّكثيف من الخرجات إلى الهواء الطّلق والتمتّع بالطّبيعة.
- الاتصال بالطّبيب أو إحدى للحصول على النّصائح اللاّزمة لتجاوز صعوبات الفترة الأولى.
- تعويض السّجائر ببعض الأغذية النّافعة.
- اجتناب المنبهات والمنشطات الّتي تذّكر بالتّدخين.
- اختيار الوقت المناسب للانقطاع عن التّدخين (بعيدا عن الامتحانات أو فترات العمل المكثّف...).
- عدم الشّعور باليأس عند الإخفاق في الانقطاع عن الّتدخين والإقدام على المحاولة من جديد.
للتّدخين تأثير نفسي يفسّر صعوبة التخلّص منه، لذا من الضّروري إعانة المدخّن كي يجتاز هذه المرحلة بسلام ولا يفكّر في الرّجوع إلى التّدخين من جديد وتكون مساعدته على نطاق ضيّق: وهي المجموعة الّتي تحيط به مثل العائلة والزّملاء والمربّين وذلك بتشجيعه على تغيير عادته وخلق مناخ عائلي واجتماعي يعزّز عدم التّدخين ويبرز فوائد الانقطاع عنه مع حثّه ومشاركته في القيام بأعمال مفيدة تعوّض عن التّدخين مثل الرّياضة والنّشاطات الثقّافيّة والتّرفيهيّة.
أمّا على النّطاق الأوسع فيمكن إعانة المدخّنين على الإقلاع عن عادتهم باستخدام جميع الوسائل التثقيفيّة المتاحة من إذاعة وصحف ومجلاّت وغيرها. ونظرا للصّعوبة الّتي يجدها المدخّن للتخلّص من التبعيّة النّفسيّة ومن الحنين إلى التّدخين من جديد، فإنّ منع دعاية السّجائر بجميع أساليبها ووسائلها ومنع التّدخين في الأماكن العامّة ووسائل النّقل وقاعات الانتظار يساعدان كثيرا المدخّن على الإقلاع.
لقد انتشرت عادة التّدخين بين الناس منذ بضعة قرون، ولم تعرف الأخطار النّاتجة عنه إلاّ منذ زمن قريب بعد أن تطوٍّرت صناعة التّبغ وشهدت ازدهارا كبيرا نظرا لارتفاع إنتاجيّة نبته التّبغ وتوفّر آليات صناعتها وأهميّة الدّخل النّاتج عن تسويقها.
لذلك ليس من السّهل إقناع المستثمرين الفلاّحين بتعويض المساحات المخصّصة لفلاحة التّبغ بأنواع أخرى توفّر ربحا أقل وذلك يصعب تحويل مصانع التّبغ إلى مؤسّسات أخرى ذات نفس المردود الاقتصادي.
ومع ذلك فإنّ المنظمة العالميّة للأغذية والزّراعة ما فتئت تدعّم تعويض زراعة التّبغ بمحاصيل أنفع. كما أنّ الحكومات إذ لا تستطيع تقويض صناعة التّبغ بصور جذريّة على مدى قصير، فإنّها تعتمد أساسا على التّثقيف الصحّي إضافة إلى منع التّدخين في بعض الأماكن العامّة (وسائل النّقل - المراكز الصحيّة والمستشفيات...)، وتحرص على التّنصيص على علب التّبغ بأنّ التّدخين مضر بالصحّة محمّلة الفرد مسؤوليته الشّخصيّة في الاختيار.
كما تعمل على فرض قيود على الإشهار وتحرص على الرّفع في الضّرائب المفروضة على منتجات التّبغ.
لكن الضّغط الّذي يمكن أن تمارسه السّلطة بمنعها لاستهلاك وبيع التّبغ قد يعطي نتائج عكسيّة فينمو ترويجه بصورة سريّة بما أنّ كل شيء محظور تزداد الرّغبة فيه.
هذا وقد بدأت حملات مكافحة التّدخين تحقٌّق نتائج طيّبة في العديد من البلدان حيث تراجع الاستهلاك ممّا دفع بالمصنّعين إلى تصديره إلى شعوب أخرى مازالت تحت تهديد خطر انتشار آفة التدخين.
خطا طرا على الملفات ابن سينا باستور .... تمر ألى مقاومة التدخين
ردحذفرجاء اصلحو الخطا
شكرا على جهودكم
شكرا على الاهتمام ولكن هذا ليس بخطإ. وإنما يعود بك الرابط إلى هذه الصفحة لان الماضيع التي نقرت عليها هي غير موجودة بعد كابن سينا وباستور. ولو نقرت على أي موضوع آخر مثل الخوارزمي ستفتح الصفحة طبعا وإذا نقرت من جديد على بن سينا الغير موجود كما قلت لك ستعود بك الصفحة إلى الخوارزمي
حذفبااااااااااايخة اريد وقاياات صحيحة
ردحذف