أمراض الأسنان واللثة - صحة الفم والأسنان
أمراض الأسنان واللثة
1- تسوّس الأسنان:
يتمثّل في تخريب تدريجي لأنسجة السنّ الصّلبة: الميناء ثمّ العاج، ويؤدّي عندما يمتد إلى اللبّ إلى مضاعفات عديدة وخطيرة.
وهو أكثر أمراض الأسنان انتشارا. وتعتبره منظمة الصحّة العالميّة ثالث آفة في العالم بعد أمراض القلب والشّرايين وبعد السّرطان.
أ- أسباب التسوّس:
لئن يعتبر تسوّس الأسنان مرضا جرثوميّا فإنّ حدوثه مرتبط بتوفر أربعة عوامل أساسيّة (رسم كايس Keyes المطوّر).
يزداد احتمال تعرّض الأسنان إلى النّخر كلّما كانت بعيدة إلى الوراء يصعب تنظيفها وذات حدبات تسهل تراكم بقايا الأطعمة. كما تساعد النّوعيّة السيّئة لأنسجة السنّ، والشّقوق والرّضوض السنيّة واختلال الوضع السنّي (malposition) على الإصابة بالتسوّس.
- الجراثيم:
تتكوّن على سطوح الأسنان وبينها طبقة لا ترى بالعين المجرّدة تتألّف من الجراثيم ومنتجاتها ومن بقايا الطعام، وتسمّى "اللّويحة الجرثوميّة" (la plaque dentaire)، وهي شديدة الالتصاق بالميناء واللثّة وتحتها.
- بقايا الأطعمة:
تكاد لا تخلو وجبة من السكّريات، وكل آكلة تخلّف بقايا في الفم.
تتخمّر السكٍّريات المتبقّية على سطوح الأسنان وبينها بفعل الجراثيم فتتحوّل إلى أحماض.
ويزيد تناول السكٍّريات (وخصوصا السٍّريعة الامتصاص) بين الوجبات الغذائيّة في نسبة تكوّن الأحماض. وتقوم هذه الأحماض بتخريب الميناء وحلّ محتوياته المعدنيّة والعضويّة، محدثة حفرة النّخر.
- الوقت:
تكثر الأحماض مع طول مدّة تواجد بقايا السكّريات مع الجراثيم في نفس الوقت.
ب- مراحل تسوّس الأسنان:
- تبدأ الإصابة سطحيّة يصعب ملاحظتها، ولا تسبّب أي ألم ما لم تتجاوز الميناء. وعندما يصل النّخر إلى العاج ترافقه آلام حينيّة عند تناول المشروبات أو المأكولات الباردة.
- غير أنّ امتداد الآلام رغم نهاية التعرّض إلى العامل المثير لها، أو حدوثها في غياب تلك العوامل، يشير إلى بداية التهاب اللب، وتدلّ الآلام الحادّة خاصّة أثناء اللّيل على إصابة الأوعية والأعصاب.
- وفي مرحلة متقدّمة، يموت اللبّ فتصبح السنّ عديمة الإحساس ويغدو التسوّس غير مؤلم، لكن يتطوّر المرض في صمت.
ج- مضاعفات تسوّس الأسنان:
يعرّض امتداد التسوّس إلى اللبّ للعديد من المضاعفات الّتي غالبا ما تحدث بعد موت السنّ (في مرحلة التطوّر الصّامت للمرض).
- تكوّن خراج (abcés) موضعي حادّ مع انتفاخ الوجنة وارتفاع حرارة الجسم والإحساس بألم شديد وحدوث الأرق.
- الإصابة بتعفّنات حادّة أخطرها التعفّن البكتيري الدموي (septicémie) وتعفّن صمّامات وأغشية القلب.
- إصابة العديد من الأعضاء بأمراض مزمنة مثل الكلى والمفاصل والقلب والجهاز الهضمي.
- اختلال أماكن واتجاهات وانتظام ظهور الأسنان الدّائمة لدى الطّفل، والإصابة بسوء الإطباق.
وتؤدّي هذه المضاعفات إلى تكرّر الغيابات عن الدّراسة وبالتّالي إلى اضطراب المردود المدرسي.
ينتج ذلك عن "اللويحة الجرثوميّة" الّتي تتكوّن حذو اللثة، إذ تتسرّب الجراثيم داخل فجوة بين اللثة والسنّ، وإلى اللثة الّتي تلتهب ثمّ تنكمش.
وبعد ذلك يصيب المرض بقيّة أنسجة ما حول السنّ (العظم السنخي والرباط) فيدمّرها رويدا رويدا مع تكوّن جيوب مليئة بالجراثيم والقيح. وتصبح أنسجة ما حول السن عاجزة عن مسك السن الّتي تصير غير ثابتة ثمّ تسقط في النهاية. ويعتبر مرض "التهاب اللثة وما حول السنّ" السّبب الرّئيسي لسقوط الأسنان بداية من الخامسة والثّلاثين من العمر، ولكن تطوّره بطيء على مدى عدّة سنوات وبدايته مبكرّة.
ويبدأ المرض بالتهاب بسيط يتسبّب في احمرار اللثة واحتقانها مع حدوث نزيف عند حك الأسنان بالفرشاة أو تناول الطّعام وهي علامات تتطلّب عيادة طبيب الأسنان للمعالجة ثمّ إتباع طرق الوقاية بالتنظيف الصّحيح والمنتظم للأسنان. ويشكّل حدوث النّزيف العفوي (دون لمس اللثة) أو تكرّره علامة منذرة بتطوّر المرض.
ويساعد التّراكم الكلسي (la tartre) على تطوّر المرض كما أنّ بعض الأمراض المزمنة كمرض السكٍّري وبعض أمراض تخثّر الدم تجعل الطّفل أكثر عرضة وبصفة مبكّرة لمرض التهاب اللثة.
3- سوء إطباق الأسنان (la malocclusion):
هو عدم التّطابق بين الفك العلوي والفك السّفلي وله انعكاسات سلبيّة على بعض وظائف الفم والأسنان كالأكل (وخاصّة قطع الأطعمة) والنّطق السّليم، وكذلك على الناحية الجماليّة والنفسيّة للطّفل.
ويمكن أن يكون سبب سوء الإطباق:
- وراثيّا: عدم تناسب حجم الأسنان مع الفكّين.
- منجرّا عن بعض العادات السيّئة عند الطّفل، كامتصاص الأصابع أو اللّسان أو القلم...
ليست هناك تعليقات:
حتى تصبح عضوا في الموسوعة المدرسية انزل إلى أسفل الصفحة