عزيزة عثمانة
عزيزة عثمانة
نسبها ونشأتها :
هي عزيزة بنت أبي العباس أحمد بن محمد بن عثمان داي، وإلى هذا الجدّ تنسب وبه تُلقّب، نشأت في القرن الحادي عشر من الهجرة في بيت الإمارة والغنى وتعلّمت في قصر والدها ما يجب أن تتعلّمه الفتيّات المسلمات ومثيلاتها من بنات الأمراء فحفظت القرآن، وتفقّهت في الدين، وتدرّبت على شؤون المنزل ثمّ تزوّجت حمودة باشا المرادي صاحب المآثر الجليلة والصدقات الجارية.
أخلاقها :
وجد هذا التعليم في "عزيزة عثمانة" قلبا متفتّحا وعقلا واعيا وتجاوبت روحها مع المبادئ الإسلاميّة، فكانت مثالا للطهر والعفّة والفضيلة والكرم والرحمة والإحسان.
مآثرها :
ليس من السهل أن تحصى مآثر مثل هذه المرآة الجليلة ذات القلب الكبير والإيمان، العميق وحبّ الخير للآخرين ومن ذلك :
تجهيز الأبكار: كانت "عزيزة عثمانة" تعطف على ذوي الحاجات وتمدّ المعونة إلى الفقراء والمساكين في بذل وسخاء، وممّا عرفت به أنّها كانت تحنو على الأبكار اللاتي لا يجدن ما يتجهّزن به لزفافهن، فكانت الملجأ الذي يوفّر لهن ما يتطلّبنه من جهاز يلائم العرف وما جرت به التقاليد حبّا منها في فعل الخير ومساهمة في بناء الأسرة على البرّ والتقوى.
إيواء العجز: ومن مآثرها الخالدة تأسيسها مأوى للضعفاء والعجز المعروف بـ"التكيّة" بالعاصمة والإنفاق على رواده، والاحتفال فيه بختان أولاد الفقراء وإكسائهم يوم "عاشوراء" وهي لا تبغي من وراء ذلك جزاء ولا شكورا سوى مرضاة الله عز وجل.
الاستشفاء: لم تقتصر مواساتها على إطعام الجائع وإكساء العاري وإيواء الغريب بل شملت عنايتها تضميد الجراح وتخفيف آلام المرضى بإقامة مستشفى "مارستان" يُعنَى بمعالجتهم وإيوائهم والسهر على راحتهم، وأوقفت لفائدته أملاكا كثيرة ضمانا لاستمرار أداء رسالته التي لا تفرّق بين دين ودين ولا بين جليل وحقير، وهو المستشفى الحامل اسمها إلى الآن والكائن بحومة "العزافين" والمُطلّ على ساحة "القصبة" مقدّما خدماته الإنسانيّة في طليعة مراكز الاستشفاء بالعاصمة.
الإعتاق: لم يزل الرقّ منتشرا في عهدها، وليس غريبا أن يكون للأميرة عدد ليس بالقليل من الإماء والعبيد مسخّرين لخدمتها والقيام بشؤونها بالإضافة إلى أنّه مظهر من مظاهر الأبهة والثروة.ولكن رقّة شعورها ورهافة حسّها وسموّ أخلاقها ذات يوم تعمد إلى منح مماليكها حريّتهم وتمنّ عليهم بالعتق وكان ذلك بعد رجوعها وأياهم من أداء فريضة الحج. ولعلّه كان إكراما منها لهم بما نالوه من شرف زيارة البيت الأعظم والمثول أمام قبر الرسول الأكرم صلوات الله وسلامه عليه، فأصبحت تستحي من أن تملك مثل هذه الرقاب التي رافقتها في رحلتها إلى أداء الفريضة وأنعمت على جميعهم بزيارة "الحرمين الشريفين" والسلام على سيّد الخلق وصاحبيه فأكرمتهم بالعتق آملة العتق من النار مستدرّة ثواب من لا يضيع عنده الإحسان.
نهايتها: وهكذا عاشت "عزيزة عثمانة" وتلك بعض مآثرها، ولمّا أحّست بدنوّ أجلها توّجت نهاية مسيرتها في الحياة بأن أوقفت كلّ ما تملك على أوجه البرّ والمعروف وماتت في حدود 1080 من الهجرة ودُفنت بتربتها المشهورة "بحلقة النّعال" حذو "المدرسة الشماعيّة" قرب سوق العطارين بتونس ولم تبق لها صلة بدنياها غير ذكر طيب، وصدقة جارية، رحمها الله رحمة واسعة وخلّد اسمها في المحسنين إلى يوم الدين.
النتائج
- عزيزة بنت أبي العباس أحمد بن محمد بن عثمان داي.
- عاشت في منتصف القرن الحادي عشر للهجرة.
- حفظت القرآن وتفقّهت في الدين فكانت طيّبة النفس، مُحبّة للخير، سباقة إليه.
- أنشأت "التكية" و"المارستان" وحرّرت العبيد وأوقفت جميع أموالها على البرّ والمعروف.
إن وضع تعليقك (أسفل الصفحة) لشكرنا أو لنقدنا يهمنا كثيرا. ونرجو منك أن تساهم في نشر كل موضوع ترى أنه أفادك وذلك بالنقر على الزر Partager (أعلى الصفحة) حتى تعم الفائدة على أصدقائك.
ليست هناك تعليقات:
حتى تصبح عضوا في الموسوعة المدرسية انزل إلى أسفل الصفحة