أشهر العلماء في التاريخ - ابن سينا - قبل الختام
ابن سينا
قبل الختام
ويقول تلميذه "الجرجاني" أن "ابن سينا" كان يملي عليه كل يوم خمسين ورقة دون أن ينظر في كتاب. ومعنى ذلك أن "ابن سينا" قد قرأ مئات الكتب، وربما الآلاف، وحفظ منها وفهم المئات أيضا، حتى انه لم يكن يحتاج إلى مراجعة هذه الكتب من حين إلى آخر، وذلك نظرا لقوة ذاكرته، فقد كان "ابن سينا" من أعظم وأقوى العقول المبدعة في تاريخ الحضارة الإنسانية عموما، وتاريخ الحضارة العربية خصوصا، وقد ترك ابن سينا" عدد هائلا من المؤلفات والمصنفات والرسائل، ولم يترك علما من العلوم إلا وصنف فيه أو وضع الكتب والرسائل، حتى علوم الحروف وأسرار الأوفاق والكيمياء القديمة وهي العلوم الّتي عرفها القدماء باسم علوم الحكمة، فقد طرق "ابن سينا" أبوابها وتعمقها وألف فيها الكتب والرسائل.
على كل حال فإن الإنتاج الغزير الّذي تركه "ابن سينا"لا يبعث على الدهشة لكثرته ووفرته، بقد ما يبعث على الدهشة لعمقه ودقته، ولكن دهشتنا تزول عندما نتذكر إلى أي مدى كان "ابن سينا" مولعا بالعلم والمعرفة والبحث والتدريس والتأليف، وهذا هو دائما دأب العبقريات الفذة الفريدة النادرة.
ولأن "ابن سينا" هو صاحب هذه العبقرية النادرة المثال، فقد كان حريا بالعالم كله - شرقا وغربا - أن يحتفي به، وأن يكرمه، وأن يخلّد اسمه وذكراه على مرّ العصور، ولذلك لا يدهشنا ذلك الاهتمام العظيم الّذي يحظى به "ابن سينا" من علماء العرب، فقد ظل "ابن سينا" هو المرجع الأساسي للكثير من العلوم في الغرب لعدة قرون، وإذا كان "ابن سينا" قد رحل عن عالمنا سنة 1037 ميلادية إلا أن اسمه سيظل قي قائمة العظماء والعباقرة مع الّذين خلّدهم التاريخ والّذين ساهموا في تقدم العلم، وأضاءت أعمالهم وعبقريتهم حياة البشر على مر العصور.
ليست هناك تعليقات:
حتى تصبح عضوا في الموسوعة المدرسية انزل إلى أسفل الصفحة