لقاء جابر بن حيان بجعفر الصادق
جابر بن حيان
اللقاء العظيم
وقد طلب "جابر" من الإمام "جعفر الصادق" أن يعلّمه بعض أسرار الدين وعلومه وخصوصا علم الحفر، لكن الإمام "جعفر" أخبره بأن الجفر ليس علما من العلوم، وأنّه لا يصح لمؤمن أن يعتقد فيه، وأن "الغيب" على وجه الخصوص لا يجوز أن يصبح موضوعا لعلم من العلوم البشرية.
وقد أخذ "جابر بن حيان" عن الإمام "جعفر الصادق" الكثير من المعارف الكيميائية الّتي اغترفها الإمام من علم الكيمياء عن اليونان، والمصريين، والفرس، والهنود، والصينيين، وعندما انتهى الإمام "جعفر" من نقل معارفه الكيميائية إلى "جابر بن حيان" وجدها "جابر" مشوبة بالكثير من الخرافات والرقى والتعاويذ والسحر والشعوذة، وقد أخبره الإمام بعد ذلك أن كل ما ذكره له من معارف ليس نهاية المعرفة، وأن معرفته محدودة، ولذلك على "جابر" أن يواصل طلب العلم بنفسه وألاّ يتوقف عند هذا الحد من التعليم.
وعندما اختلى "جابر بن حيان" بنفسه بعد هذا اللقاء الفريد راح يفكٍّر في كلمات الإمام "جعفر الصادق" وفي المعارف الكيميائية الّتي نقلها إليه، ثم استغرق في التفكير في العلاقة الّتي تربط بين الكيمياء والسحر، ولم يستطع في النهاية أن يقتنع بصحّة ومنطقية هذه العلاقة، وعندئذ قرّر "جابر بن حيان" أن يواصل جمع المعارف الكيميائية عند القدماء من الفرس والهنود والصينيين والمصريين بشكل أكثر تفصيلا، وأن يبحث بنفسه عن هذه المعارف أيضا عند أصحاب الحرف والصنائع الّذين يستخدمون الكيمياء في أعمالهم وصناعاتهم المختلفة.
ليست هناك تعليقات:
حتى تصبح عضوا في الموسوعة المدرسية انزل إلى أسفل الصفحة