المنهج العلمي لجابر بن حيان
جابر بن حيان
منهج عبقري الكيمياء
يقول الدكتور "مدحت إسلام" في كتابه "الكيمياء عند العرب" أنه يتبيّن لنا من دراسة تاريخ العلم الحديث أن الأخذ بمبدأ التجربة والمشاهدة أو في ما سمى بعد ذلك باسم "المنهج العلمي" قد نشأ وتطوّر في العصور الوسطى على يد بعض الفلاسفة والعلماء التجريبيين أمثال: "روجر بيكون" و"روبرت الشستري" و"فرانسيس بيكون" وغيرهم.
ولكن الدارس الممحص لتاريخ العلماء العرب والعلم العربي يتبين على الفور دور العلماء العرب الواضح في الإعداد للنهضة العلمية الحديثة، بل يبدو له بجلاء أنهم وضعوا أسس المنهج العلمي التجريبي المتعارف عليه اليوم.
وقد توافرت لبعض العلماء العرب أمثال "جابر بن حيان" و"أبو بكر الرازي" الشروط الضرورية اللازم توافرها للبحث العلمي، فكان لهم إلمامهم التام بما وصل إليه العلم في عصرهم، كما كانت لهم لغتهم العلمية الخاصة ومصطلحاتهم، بالإضافة إلى دقتهم الفائقة في إجراء التجارب، والقدرة على الابتكار بجانب قوّة ملاحظتهم وصحة استنتاجاتهم.
وبالإطلاع على مؤلفات "جابر بن حيان" في الكيمياء مثل: "الإيضاح" و"البحث" و"الخواص الكبير" و"الميزان" وغيرها. يتضح لنا أن جابرا كان يمتاز على غيره من العلماء في ذلك العصر في أنه كان في مقدمة الّذين أجروا التجارب العلمية على أسس علمية صحيحة تشبه إلى حد كبير الأساس الّذي نسير عليه اليوم في المعامل والمختبرات.
ويمكن تلخيص المنهج التجريبي لدى "جابر بن حيان" في النقاط التالية:
- على صاحب التجربة العلمية أن يعرف علّة قيامه بالتجربة الّتي يجريها.
- على صاحب التجربة العلمية أن يفهم الإرشادات جيدا.
- ينبغي اجتناب كل ما هو عقيم أو مستحيل.
- يجب أن يكون المعمل في مكان معزوف.
- يجب أن يتّخذ الكيميائي أصدقاء ممن يوثق فيهم.
- يجب أن يكون لديه الوقت الّذي يمكنه من إجراء تجاربه.
- يجب أن يكون صبورا، كتوما، دءوبا، وألاّ تخدعه الظواهر، فيسرع في الوصول بتجاربه إلى نتائجها.
ليست هناك تعليقات:
حتى تصبح عضوا في الموسوعة المدرسية انزل إلى أسفل الصفحة