تأثير الاستهلاك على البيئة
تأثير الاستهلاك على البيئة
ويعدّ تدهوّر البيئة من أخطر المشاكل التي يواجهها العالم في الوقت الحاضر، إذ أنّ أن مشكلة المجتمعات المعاصرة تتمثّل في إيجاد علاقة جيّدة ومتوازنة مع البيئة بسبب تداخلها مع كلّ النشاطات البشريّة وتأثّرها بها وتأثيرها عليها.
إنّ ارتفاع معدّلات استهلاك المنتجات المختلفة يعدّ أحد أهمّ أسباب تدهوّر البيئة واستنزاف مواردها الطبيعيّة وتردِّيها. لقد ظلّت العلاقة بين الإنتاج والاستهلاك متوازنة عندما كانا في حدود متطلّبات الناس واحتياجاتهم الضروريّة، ولكن مع الزيادة السكانيّة وارتفاع مستوى المعيشة ازداد الإنتاج والاستهلاك زيادة كبيرة على حساب سلامة البيئة واستدامة الموارد الطبيعيّة. وفي عصرنا الحاضر أصبح الاستهلاك السمّة الرئيسة وأصبح الترويج له أحد أهمّ الصناعات التي تنفق فيها مبالغ طائلة وتعدّ من أجلها البحوث والدراسات المختلفة.
كما تعتبر فئة الأطفال وصغار السن – التي تمضي ساعات طويلة أمام شاشات التلفاز أكثر ممّا تمضيه في المدارس حسب بعض
الدراسات - الفئة الأكثر استهدافاً من قبل الشركات المنتجة ومؤسّسات الدعايّة والإعلان.
كيف يؤثّر الاستهلاك على البيئة؟
لمعرفة ذلك علينا أن نتعرّف على ما يسمى بدورة حياة المنتج وهي المراحل التي يمرّ بها المنتج ابتداء من استخراج المواد الأوليّة مرورا بمعالجتها وتصنيعها ونقلها وتخزينها واستخدامها وانتهاء بالتخلصّ منها (أو إعادة استخدامها أو تدويرها). حيث تستخدم في دورة الحياة هذه مُدخلات متنوعّة، وتتمّ عمليّات كثيرة، وتطرح مخرجات عديدة، وبالتالي تتأثّر البيئة في كلّ مرحلة من تلك المراحل بصورة مختلفة وبدرجة متفاوتة، ويتوقّف ذلك كلّه على نوع المدخلات والمخرجات وكمّياتها مثل : المياه، والطاقة، والمواد الأوليّة (الموارد الطبيعيّة) المستخدمة، والنفايات الغازيّة والسائلة والصلبة الناتجة، و الأضرار التي تلحق بالتربة والموقع الجغرافي، و الأضرار التي تلحق بالكائنات الحيّة بما فيها الإنسان، والتكاليف الماديّة والمعنويّة من جراء تنظيف البيئة وصيانتها.وإذا نظرنا حولنا فسنرى مئات الأنواع من المنتجات في البيت والمدرسة والشارع والسوق يدخل في تصنيعها واستخدامها كميات كبيرة من المواد والطاقة، وينتج من استهلاكها والتخلصّ منها كميّات كبيرة أخرى من المخرجات.
كما تشير بعض الدراسات إلى أنّ حوالي 20% من البشر، وأغلبهم في الدول الصناعية يستهلكون أكثر من 80% من الموارد، وبذلك يتسبّبون بنسبة كبيرة في التلوّث البيئي واستنزاف الموارد، والتي يتأثّر بها سكّان الدول الفقيرة بشكل أكبر، حيث أنّ معظم الموارد الطبيعيّة التي تستهلك تأتي منها مقابل مبالغ ماليّة محدودة وأضرار بيئية عالية.
ولو حاولت النسبة العظمي الفقيرة من سكّان الأرض أن تعيش كما تعيش النسبة الغنية فإنّ معدّلات التلوّث واستهلاك الموارد
والطاقة سوف تتضاعف عشرات المرّات، ممّا سوف يكون له أثر مدمّر على الحياة على هذا الكوكب.
وفي كلّ الأحوال فإنّ البيئة لا يمكن أن تفوز، لأنّه إذا انخفض الوضع الاقتصادي لبلد ما ازداد إهماله لوضعه البيئي، وإذا ارتفع الوضع الاقتصادي ازداد الاستهلاك وفي كلتا الحالتين البيئة هي التي تخسر.
ولكي تتاح فرصة التطوّر والتقدّم الاقتصادي للجميع لا بدّ من بذل الجهود والقيام ببعض الأعمال التي تؤدي إلى :
- ترشيد الاستهلاك ونشر الوعي البيئي.
- تطوير أنظمة الإدارة البيئيّة وتطبيقها.
- تحسين الأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة للمجتمعات الفقيرة.
- تطوير التقنيات النظيفة ونشرها.
ليست هناك تعليقات:
حتى تصبح عضوا في الموسوعة المدرسية انزل إلى أسفل الصفحة