كيف يحدث الثوران البركاني؟

كيف يحدث الثوران البركاني؟

لا يجوز نقل محتوى هذا الموقع إلى مواقع أخرى ولو بذكر المصدر

اعتاد الناس اعتبار باطن الأرض صخورا سائلة حارّة. فسميّ الصخر الصلب الذي عند السطح بالقشرة الأرضية، رغم أنّ العلماء الآن متأكّدون تماما أنّ القشرة ليست طافية فوق بحر من الصخور السائلة الحارّة. إنّما توجد في بعض الأماكن جيوب من الصخور السائلة الحارّة ليست بعيدة جدا تحت السطح، تعرف بالماجما أو الصهارة. فإذا تشقّق الصخر الصلب فوق أحد جيوب الصهارة أو ضعف بطريقة أو بأخرى. فإنّ الصهارة قد تندفع إلى أعلى من خلاله. ويسبّب هذا الاندفاع إلى السطح ثورانا بركانيّا.

كما أنّ الصهارة قد تندفع إلى أعلى بفعل وزن الصخر الصلب الذي فوقها أساسا. وفي أغلب الأحوال، على أي حال، يتكوّن الغاز في جيب الصهارة فيساعد على دفعها إلى أعلى. والغالب أن يكون هذا الغاز خليطا من عدّة غازات، من بينها بخار الماء الذي يتكوّن من المياه الجوفيّة التي تغوص خلال الصخور حتى تصل إلى جيب الصهارة.

لا تكون بعض الثورانات البركانيّة شديدة كغيرها. والحمم، وهو الاسم الذي نطلقه على الصخور السائلة الحارّة التي تندلع فوق سطح الأرض، قد تتدفّق بهدوء من الفتحة التي تؤدي إلى جوف الصهارة. فإذا كانت الصهارة الصاعدة في حلق البركان رقيقة فإنّ الغاز الذي يتكوّن يتمكّن من الإفلات إلى السطح بسهولة نوعا. ولكن إذا كانت الصهارة غليظة فيحتمل أن يدفع الغاز بعضها عاليا في الهواء، مسبّبا انفجارا شديدا جدّا.

تتجمّد الحمم، إن عاجلا أو آجلا، مكوّنة صخرا صلبا. وهي إذا دفعت عاليا في الهواء فستتصلب هناك، إمّا في هيئة جسيمات دقيقة جدّا تسمّى الرماد البركاني، وإمّا في هيئة قطع أكبر تسمّى الجمر البركاني.

كيف تتكوّن الجبال البركانيّة :

لماذا تتّبع الصخور السائلة الحارّة الّتي تأتي من تحت الأرض طريقا طويلا إلى قمّة أحد الجبال، بدلا من أن تأخذ طريقا أقصر كثيرا إلى السطح فوق أرض مستويّة أو في أحد الوديان؟

الحقيقة أنّ البركان هو نفسه الذي يبني الجبل. ففي أوّل الأمر تصل الصخور السائلة الحارّة إلى السطح، ليس عند قمّة جبل، ولكن في بعض السهول أو الأودية. وقد تندلع الحمم إلى الخارج، وإذا حدث هذا فإنّها تتدفّق إلى مسافة قصيرة قبل أن تتصلّب وتصبح صخرا صلبا. وإذا قذفت الحمم عاليا في الهواء فإنّ الرماد والجمر يسقطان منها قريبا من الفتحة التي تؤدي إلى جيب الصخور الحارّة. وهكذا يُبْنَي جَبَلٌ بالتدريج حول الفتحة. وبهذه الطريقة تكوّنت جزيرة بوجوسلوف، وهي قمّة بركان تماما كجزيرة كراكاتوا. وقد كان من الممكن للثوران الذي نسف كراكاتوا أن يجعلها أكبر وأعلى لو أنّ الغاز المحجوز في الصهارة تمكّن من الإفلات بسهولة، ولكنّه لم يتمكّن من ذلك لبعض الأسباب، وفي اقتحامه لطريقه بالقوّة نسف نصف قمّة البركان. كما هناك جزر أخرى كثيرة عبارة عن قمم براكين، مثل جزر الهاواي.

البراكين الخامدة :

 توجد بعض البراكين الّتي لا تنفجر إلاّ نادرا. ويسمّى البركان الذي ظلّ هادئا لمدّة طويلة - لدرجة أنّ أحدا لا يتوقّع ثورانه ثانية - بالبركان الميّت أو الخامد. ولكن تلك البراكين الخامدة لا يمكن الجزم بأنّها ستبقى خامدة. فقد كانت بعض الانفجارات التي اعتبرت من أفظع ما حدث في العالم انفجارات لبراكين كان يُعتقد أنّها خامدة.

حمّل الملف من هنا

العودة إلى صفحة بحوث ومواضيع محور الكوارث الطبيعيّة