التلوث
التلوّث
لا يجوز نقل محتوى هذا الموقع إلى مواقع أخرى ولو بذكر المصدر
إنّ للعديد من المواد الكيميائيّة آثارا تضرّ بالنبات والحيوان. فالمزارعون يستعملون اليوم مبيدات الحشرات ومبيدات الأعشاب استعمالا واسعا. وممّا يؤسف له أنّ بعض هذه المبيدات يدوم طويلا، ولا يتحلّل في الطبيعة. ويكون من نتيجة ذلك تسلّل هذه المبيدات إلى سلاسل الغذاء.
قد تكون يرقانة تحمل كميّة ضئيلة جدا من هذه المبيدات طعاما لعصفور صغير. وقد يقع هذا العصفور فريسة لطير من الطيور اللّواحم. وقد عثر على طيور من البوم والصقور ميتة وفي أجسادها كميّة كبيرة من بعض أنواع المبيدات. وغالبا ما تنقص أعداد هذه الطيور اللّواحم لأنّ ما يموت منها متسمّما يخلف وراءه، في غالب الأحيان، بيضا لم يفرخ بعد، وقد يخلّ ذلك بالتوازن القائم في موطن بيئي كامل بما فيه من جماعات النبات والحيوان.
تتسرّب المواد الكيميائيّة المستعملة في المزارع إلى السواقي والأنهار، عادة، فتلوّث الأسماك. وتنتقل السموم إلى الطيور آكلة السمك ، وإلى بعض أنواع السمك المفترسة، فيصيبها ما أصاب الصقور المتسمّمة وطيور البوم. وقد تبقى في برميل من براميل مبيدات الحشرات بقيّة من المواد السامّة، فإذا ترك البرميل في ساقية تسمّمت المياه مسافة كيلومترات.
كما تلجأ المصانع أحيانا، إلى رمي النفايات السّامة في الأنهار. ومعظم الدول اليوم سنّت قوانين لمنع هذا العمل. ولكن الرقابة على السفن في عرض البحر أمر عسير. فقد تتخلّص ناقلة نفط من بعض نفطها عمدا، أو عن غير قصد يتسرّب منها النفط إذا أصيبت وتصدعت. ففي العام 1967 تسرّبت آلاف الأطنان من النفط الخام من إحدى ناقلات النفط قريبا من الشاطئ الإنقليزي. ممّا تسبّب في قتل آلاف طيور البحر وأعداد هائلة من المحار وغيرها من الكائنات التي كانت تعيش على شاطئ إنقلترا الجنوبي الغربي وشاطئ فرنسا الشمالي.
وغالبا ما يكون هواء المدن الصناعيّة ملوّثا أيضا. فاحتراق البترول والفحم يولّد غاز ثاني أكسيد الكبريت وسواه من الغازات المشابهة. وهذه غازات تسمّم العديد من النبات والحيوانات. وإذا نظرنا إلى الأشنّة في الريف وفي المدن الصناعيّة، نجد أنّها في الريف تكسو أغصان الأشجار والصخور، أمّا في المدن فلا نجد منها إلاّ الأنواع القويّة. وقد بادرت حكومات عديدة في العالم إلى سنّ قوانين تساعد على إبقاء الهواء نقيّا، وهذا جانب هام من جوانب الحفاظ على البيئة.
ليست هناك تعليقات:
حتى تصبح عضوا في الموسوعة المدرسية انزل إلى أسفل الصفحة