اختلاف الزوجين وعلاجه
اختلاف الزوجين وعلاجه
المعاشرة والاختلاف بين الزوجين:
أوصى الإسلام الزوجين بأن يبنيا حياتهما الزوجيّة على الودّ والمحبّة والرحمة والتعاطف. ذلك أنّهما يشتركان في تحمّل مسؤوليّة تأسيس الأسرة والحفاظ عليها، ولا بقاء للأسرة إلاّ في ظلّ التفاهم وحسن المعاشرة. ولكن قد يتحوّل التفاهم إلى خصام، والطاعة إلى عصيان، وتتفتح عين السخط وتغمض عين الرضا وتتبدّل الكلمة الطيبة بالكلمة الخبيثة.
أسباب الخلافات الزوجيّة:
يرى أحدنا زوجين قد انقلب هدوء البيت عندهما إلى صياح دائم، وتفاهمهما إلى خصام شامل، فيبحث عن أسباب هذا التحول فيجد أن القلوب قد كرهت بعد حب، ونفرت بعد ألفة، وبغضت بعد مودّة. أو أنّ أحد الزوجين قد تجاوز حقوقه وتناسى واجباته أو استبدّ بالأمر وضرب بأساس التشاور عرض الحائط فثارت الحفائظ وديست الكرامة فثارت تدافع عن نفسها أو تعاطي الكيل كيلين والصاع صاعين.
تصالح الزوجين:
وحماية للأسرة من أثار هذه الاختلافات، حذّر الإسلام الزوجين من الانسياق مع العواطف المتقلبّة والنظرة المحدودة ودعا كلاّ من الزوجين إلى الاحتكام للعقل والعودة إلى الرشد. وأن يزيحا ما بينهما من خلاف ويحافظا على قدسيّة الرابطة الزوجيّة التي تجمع بينهما دون أن يأذنا لأحد - مبدئيّا - في التدخّل في شؤونهما والاطلاع على سرّهما. ويكون ذلك بتحريك مشاعر المحبّة بالكلمة الطيّبة، والابتسامة المرحة، والتنازل عن الحقّ والإغضاء عن الهفوة والتقصير.
الإصلاح بين الزوجين:
فإذا جمحت النفوس، وعجز الزوجان عن إرجاع المياه إلى مجاريها، فالإسلام يحمل مسؤوليّة الإبقاء على كيان هذه الأسرة على العائلتين المتصاهرتين أولاّ، وعلى المجتمع المتمثل في القائمين على سلطته القضائيّة ثانيا، فيأمر بالالتجاء إلى التحكيم بين هذين الزوجين، وذلك بأن ينعقد مجلس عائلي يمثّل عائلتي الزوج والزوجة، أو يبعث القاضي حكما من أهله وحكما من أهلها ليقع الاستماع إلى شكوى كلّ منهما والتعرّف إلى أسباب الخلاف ليهتديا بعد ذلك إلى الحلّ الملائم الذي يطهر النفسين ويجدّد الودّ بين القلبين، ويُحافظ على لبنة من لبنات المجتمع، سليمة قويّة بوحدتها.
إن وضع تعليقك (أسفل الصفحة) لشكرنا أو لنقدنا يهمنا كثيرا. ونرجو منك أن تساهم في نشر كل موضوع ترى أنه أفادك وذلك بالنقر على الزر Partager (أعلى الصفحة) حتى تعم الفائدة على أصدقائك.
ليست هناك تعليقات:
حتى تصبح عضوا في الموسوعة المدرسية انزل إلى أسفل الصفحة