التحضيري والمرحلة الابتدائيّة

[المرحلة الابتدائية][twocolumns]

المرحلة الإعداديّة

[المرحلة الإعدادية][twocolumns]

المرحلة الثانويّة

[المرحلة الثانوية][twocolumns]

الامتحانات والفروض

[امتحانات وفروض][twocolumns]

بحوث متفرّقة

[بحوث متفرّقة][twocolumns]

بحوث الإيقاظ العلمي

[بحوث الإيقاظ العلمي][twocolumns]

المكتبة

[أقسام المكتبة][twocolumns]

الحقيبة المدرسيّة

[أقسام الحقيبة المدرسية][twocolumns]

قاموس تصريف الأفعال العربيّة

[قائمة تصريف الأفعال][twocolumns]

الموسوعة المدرسيّة العربيّة

[الموسوعة المدرسية العربية][twocolumns]

Les bases de la langue française

[langue française][twocolumns]

آخر المواضيع

----------
لتتمكّن من مشاهدة أقسام الموقع عليك بالنقر على (الصفحة الرئيسة) أعلاه

هام جدّا
طريقة تحميل ملفات الموسوعة المدرسية (موقع جديد للتحميل)

موقع الموسوعة المدرسيّة شرح النصوص - السنة 7 / 8 / 9 أساسي
موقع Le mathématicien
(إصلاح تمارين الكتاب المدرسي في الرياضيات سنة 1 ثانوي)
موقع فضاء الرياضيات 
(إصلاح تمارين الكتاب المدرسي من السنة 1 إلى 6 ابتدائي)
----------
----------
----------

أهرامات الجيزة - مصر

أهرامات الجيزة - مصر

أهرامات الجيزة - مصر

مقدِّمة:
حينما يُذكَرُ اسمُ "مِصر" في أيِّ مكانٍ في العالم، يتبادرُ إلى الأذهانِ على الفورِ مشهدُ الأهراماتِ الشامخةِ، التي لا تزالُ قائمةً على أرضِها منذ آلافِ السنين، لتُجسِّدَ عظمةَ حضارةٍ قديمةٍ وعبقريّةً فريدةً في البناءِ والتصميمِ.

تُعتَبَرُ أهراماتُ الجيزةِ من أكثرِ الآثارِ التي أثارت اهتمامَ النّاسِ وخيالَهم، فهي العجيبةُ الوحيدةُ التي لا تزالُ صامدةً من بين عجائبِ الدنيا السبعِ القديمة. وقد دارت حولها كثيرٌ من الحكاياتِ والأساطيرِ، التي حاولت تفسيرَ سرِّ بنائها، نظرًا لضخامةِ حجمِها، وغرابةِ طرازِها المعماريّ.

فمن النّاسِ من زَعَمَ أنّ حضارةً غامضةً، مثلَ قارةِ أطلنطس، هي التي شيّدت الأهرامات، ومنهم مَن نسب بناءها إلى عمالقةٍ خرجوا من تحت الأرض، وذهب آخرون إلى أنّ سحرًا خارقًا أو كائناتٍ فضائيّةً هي التي أقامتها. كلّ هذه الرواياتِ إنّما تعبّر عن الانبهارِ الشّديدِ الذي يُثيره هذا المعلمُ المعماريُّ الفريد.

ورغم أنّ الأهراماتِ ثلاثةٌ، فإنّ الذي يُعَدُّ من عجائبِ الدنيا السبعِ هو الهرمُ الأكبرُ، المعروفُ باسم "هرم خوفو"، إلا أنّ التسميةَ غالبًا ما تشملُ الأهراماتِ الثلاثةَ معًا: "خوفو"، و"خفرع"، و"منقرع".

تطوُّر العمارة في عهد الملك خوفو:

مثَّلَ بناءُ هرمِ الملكِ "خوفو" تحوُّلًا حضاريًّا كبيرًا في مسارِ العمارةِ المصريّةِ القديمة. فقد سار "خوفو" على نهجِ والدِه الملك "سَنَفرو"، الذي كان له دورٌ مهمٌّ في تطويرِ شكلِ الأهرامات. وبعد وفاةِ والدِه، اعتُبِر "خوفو" الإلهَ "حورَس"، بحسبِ المعتقداتِ الفرعونيّةِ، ولذلك أصبحَ من اللازمِ أن يُفكِّر في بناءِ مقبرةٍ مهيبةٍ تليقُ بمكانته.

لقد كانت تلك المقبرةُ مشروعًا ضخمًا، يُجسِّدُ أولى خطواتِ الفراعنةِ في تخطيطِ المباني الجنائزيّةِ الضخمة، وعبّرَ عن تطوّرٍ هندسيٍّ ومعماريٍّ كبيرٍ، سيُمهِّدُ لاحقًا لبروزِ إحدى أعظمِ الحضاراتِ التي عرفها التاريخُ القديم.

تساؤلات حول بناء الأهرامات:

منذ قرونٍ طويلةٍ، أثارَت الأهراماتُ تساؤلاتٍ لا تُحصى، حيّرت المؤرّخينَ والباحثينَ، كما حيّرت عامّةَ الناسِ. فالسؤالُ عن الغايةِ من بنائِها، والطريقةِ التي شُيِّدت بها، وهُويّة من قاموا بذلك العملِ الجبّار، ظلّ مطروحًا عبرَ العصورِ.

ورغم أن "شامبليون" استطاعَ في القرنِ التاسعَ عشرَ أن يفكَّ رموزَ اللغةِ المصريّةِ القديمة، فإنّ الغموضَ ظلّ يُحيطُ بالأهراماتِ. فقد ظنّ بعضُهم أنّها أُقيمت من أجلِ مراقبةِ النجومِ، بينما رأى آخرون أنّها كانت أدواتٍ لمعرفةِ ما سيقعُ في المستقبلِ، أو لفهمِ التغيّراتِ الكونيّةِ.

لكنّ الحفريّاتِ الحديثةَ، وقراءةَ الكتاباتِ القديمةِ، أثبتت أنّ الأهراماتِ لم تكن سوى مقابرَ ضخمةٍ خُصِّصَت للملوكِ، لتكون مثواهم الأخير، حيثُ اعتقد المصريّون القدماءُ بالحياةِ بعد الموت، وأرادوا لأجسادِ ملوكِهم أن تُحفَظ في قبورٍ خالدة.

تقنيات البناء عند الفراعنة:

ما زالت الكيفيّةُ التي بُني بها الهرمُ الأكبرُ تُحيّر العُلماءَ والباحثينَ إلى يومِنا هذا، خاصّةً إذا أخذنا في الاعتبارِ أنّ الفراعنةَ لم يكونوا يملكون الآلاتِ الحديثةَ كالرافعاتِ أو الأوناش.

يُعتقَد أنّه كان يتمّ اختيارُ موقعٍ صلبٍ لبناءِ الهرم، ثم تُسوَّى الأرضُ، وتُرسَم قاعدةُ البناء. بعد ذلك تبدأُ فرقُ العملِ في جرِّ الحجارةِ الكبيرةِ المربوطةِ بمزالجَ خشبيّةٍ، واحدةً تلو الأخرى، لتُوضَع في أماكنها. وكان يُغطّى الهرمُ في النّهايةِ بطبقةٍ من الحجارةِ الجيريةِ البيضاءِ اللامعةِ، التي اختفت لاحقًا بسبب عواملِ الطّقسِ والتّعرية.

وقد كانت معظمُ حجارةِ البناءِ تُؤخَذ من مقالعَ قريبةٍ، بينما كان الحجرُ الجيريُّ الأبيضُ يُجلبُ من "طُرّة"، الواقعةِ على الضفّةِ الشرقيّةِ لنهرِ النّيل، ويُعبرُ إلى الجيزةِ بواسطةِ المراكبِ. ثم يُوضَع كلُّ حجرٍ على زلّاجةٍ، تُسحَب على "دَحَاريجَ" خشبيّةٍ. ولتسهيلِ الانزلاق، كان العمّالُ يسكبونَ الماءَ على الأرضِ لتقليلِ الاحتكاكِ، ومنعِ نشوبِ حرائقَ بفعلِ الحرارةِ الناتجةِ عن الحركةِ الشديدةِ لتلك الحجارةِ الهائلةِ.

الهرم الأكبر: تصميمه وبناؤه المعماري:

عند التّمعّنِ في البنيةِ الهندسيّةِ للهرمِ الأكبرِ، يُصيبُ الإنسانَ الذهولُ لما فيه من دقّةٍ متناهيةٍ، وإتقانٍ فنيٍّ رائع. فقاعِدةُ الهرم مربّعةٌ بشكلٍ شبهِ كاملٍ، ويبلغُ الفرقُ بين أطوالِ أضلاعِها ما لا يتجاوزُ 11 سنتيمترًا، مع أنّ طولَ الضّلع الواحدِ يبلغُ حوالي 230 مترًا. وقد ارتفعَ الهرمُ في الأصلِ إلى 146 مترًا، أمّا الآنَ فيبلغُ ارتفاعُهُ 137 مترًا، بفعلِ التآكلِ الطبيعيِّ.

بُني الهرمُ باستخدامِ نحو 2.3 مليونِ حجر، يزنُ الحجرُ الواحدُ منها في المتوسّطِ 2.5 طنًّا، وهناك بعضُ الحجارةِ التي يصلُ وزنُها إلى 15 طنًّا.

لقد شاركَ في بناءِ هذا الهرمِ حوالي 25 ألف عامل، ولم يكن بينهم عبدٌ واحدٌ، بل كانت فرقُ العملِ مدرّبةً وتعملُ بتنظيمٍ دقيق. وقد اختار المهندسونَ موقعَ الهرمِ بعنايةٍ، فوق صخرةٍ ثابتةٍ، ليضمنوا له الثباتَ والديمومةَ.

من الداخلِ، يحتوي الهرمُ على ممرّاتٍ تؤدّي إلى حجراتٍ عدّة، أهمُّها حجرةُ دفنِ الملكِ "خوفو"، حيثُ وضعَ الكهنةُ متعلّقاتِه الشخصيّةَ، التي اعتُقِدَ أنّه سيحتاجُ إليها بعد البعث. وعلى الرّغمِ من أنّ هذه الممرّاتِ سُدَّت بعد دفنِه، فإنّ لصوصَ القبورِ تمكّنوا لاحقًا من نهبِ محتوياتِ المقبرة.

ويقعُ مدخلُ الهرمِ الأصليُّ على ارتفاعِ 17 مترًا فوق مستوى الأرضِ، ويقودُ إلى ممرٍّ هابطٍ يصلُ إلى المقبرةِ الواقعةِ على عمق 18 مترًا. وهذا الممرُّ يتقاطعُ مع ممرٍّ صاعدٍ مغلقٍ الآنَ بكتلٍ من الجرانيت، يمتدُّ على طول 39 مترًا، ويقودُ إلى حجرةٍ كان يُعتقدُ أنّها للملكة، رغمَ أنّها دُفِنَت في هرمٍ آخر.

يمرُّ هذا الممرُّ العُلويُّ عبرَ رواقٍ شاهقٍ، طوله 47 مترًا وارتفاعه 8.5 متر، حيثُ كانت تُخزَّنُ حجارةٌ ضخمةٌ تُستعمَل لسدّ الممراتِ بعد دفنِ الملك.

الكتابة عند المصريين القدماء:

اخترعَ المصريّون القدماءُ في الألفِ الثالثةِ قبل الميلادِ كتابةً تصويريّةً، أُطلِقَ عليها لاحقًا اسمُ "الهيروغليفيّة". وقد كانت بعضُ رموزِها تعبّرُ عن أصواتٍ مفردةٍ، بينما تُعبّرُ رموزٌ أخرى عن مقاطعَ أو كلماتٍ كاملة. وكان يتمُّ جمعُ الرموزِ لتشكيلِ الجُملِ والنُّصوصِ.

ونظرًا لأنّ كتابةَ الهيروغليفيّةِ تستغرقُ وقتًا طويلًا، فقد استنبطَ المصريّون لاحقًا نظامينِ كتابيَّينِ آخرين: الهيراطيقيّة، ثم الديموطيقيّة. وقد استُخدِمت الأولى في الشؤونِ الدينيّة، بينما استُخدِمت الثانيةُ في المعاملاتِ اليوميّةِ.

وظلّت هذه الرموزُ لغزًا لقرونٍ، حتّى استطاع الباحثُ الفرنسيّ "جان فرانسوا شامبليون" سنة 1822م فكَّ رموزِها، ممّا أتاحَ فهْمَ الكثيرِ من أسرارِ الحضارةِ المصريّةِ القديمة.

حجرات الدفن في الهرم الأكبر:

خلافًا لبقيّةِ الأهراماتِ التي تحتوي على حجرةٍ واحدةٍ مركزيّة، يحتوي الهرمُ الأكبرُ على ثلاثِ حجراتٍ رئيسيّةٍ. وقد يكون هذا التّصميمُ المُعقَّدُ محاولةً لخداعِ لصوصِ القبور.

الحجرةُ العليا هي حجرةُ الدّفنِ الحقيقيّةُ، حيثُ يرقدُ جثمانُ الملكِ "خوفو". أمّا الحجرةُ السفلى، فتُسمّى حجرةَ الملكة، رغمَ أنّها دُفنت في هرمِها الصغيرِ الخاصِّ بها. وتُوجدُ أربعةُ أعمدةٍ صغيرةٍ داخلَ حجرتَي الملكِ والملكةِ.

ويتميّزُ الهرمُ الأكبرُ بتعقيدِ ممرّاتِه وتعدّدِ حجراته، مقارنةً ببقيّةِ الأهراماتِ التي تحتوي غالبًا على حجرةٍ رئيسيّةٍ واحدةٍ، وربّما حجراتٍ فرعيّةٍ قليلة.

الملك خوفو: شخصيّته وأعماله:

الملك "خوفو" هو ثاني ملوك الأسرة الرابعة في مصر القديمة، وقد تولّى الحكم بعد وفاة أبيه "سنفرو"، واتّخذ لنفسه لقبًا دينيًّا هو "خنوم خو أف وي"، والذي يعني: "المعبود خنوم الذي يَحْمِينِي". وتعود أصوله إلى قريةٍ تُعرف باسم "مرضعة خوفو" أو "منعت خوفو"، وهي قرية حملت اسمه لاحقًا.

كان "خوفو" حاكمًا قويًّا، وقد أرسل بعثاتٍ استكشافيّة إلى "وادي المغارة"، حيث اكتشف علماءُ الآثار في تلك المنطقة نقوشًا تحمل اسمَه وصورتَه، وهو يُمسك بدبّوسٍ حربيّ، يُهَوِّي به على رأسِ أحد أعدائه.

ولم يُعثر له سوى على تمثالٍ صغيرٍ مصنوعٍ من العاج، اكتُشِفَ في منطقة "أبيدوس"، ويُعتَبَر هذا التمثال القطعة الفنيّة الوحيدة التي تمثّله، ممّا يزيد من غموض شخصيّته.

هرم خفرع: ثاني أهرامات الجيزة:

يُعدّ هرم "خفرع" أحد الأهرامات الثلاثة في الجيزة، وقد بناه الملك "خفرع"، وهو ابن الملك "خوفو"، ورابعُ ملوك الأسرة الرابعة.

ورغم أنّ هرم "خفرع" يبدو من بعيدٍ أطولَ من هرم "خوفو"، فإنّه في الحقيقة أقلّ منه ارتفاعًا، إذ يبلغ ارتفاعُه حوالي 136 مترًا. وقد أُقيم على مساحةٍ تبلغ 215 مترًا، ويتميّز بأنّه ما يزال يحتفظ بجزءٍ من كسوته الخارجيّة عند القمّة، على خلاف الهرم الأكبر الذي فقد غلافه الجيريّ.

ويضمّ الهرم مدخلَين في الجهة الشماليّة، وقد بُني بنفس النمط الهندسيّ الذي اتّبعه الفراعنة في الأهرامات الجنائزيّة.

هرم منقرع: أصغر أهرامات الجيزة:

يُعتَبَر هرم "منقرع" – أو كما يُعرف أيضًا بـ"من كاورع" – هو الأصغرُ بين الأهرامات الثلاثة في الجيزة. وقد شيّده ابن الملك "خفرع"، ليكون مقبرتَه الخاصة.

يبلغ طولُ كلّ ضلعٍ من أضلاعِ قاعدة الهرم 108.5 أمتار، في حين يبلغ ارتفاعُه الأصليّ 65.5 مترًا، لكنّ الارتفاع الحاليّ لا يتجاوز 62 مترًا، بسبب ما تعرّض له من عوامل التآكل.

مدخلُ الهرم يقع في الجهة الشماليّة، ويرتفعُ عن سطح الأرض بحوالي 4.1 متر. ورغم صغرِ حجمه مقارنةً بالهرمين الآخرين، فإنّ تصميمه يحاكي في كثيرٍ من الجوانب النمطَ الملكيَّ المتّبعَ في ذلك العصر.

تمثال أبو الهول: الرمز الأسطوري في الجيزة:

تمثال "أبو الهول" هو أحد أشهر معالم الجيزة، وهو نُصُبٌ أثريٌّ نُحت من الحجر الجيريّ، يُصوّر جسدَ أسدٍ برأس إنسانٍ أو كبشٍ أو صقرٍ أو ابن آوى، وغالبًا ما يُعبّر الشكلُ الإنسانيّ عن وجه الملك الحاكم، ممّا يرمز إلى القوّةِ والحكمةِ في آنٍ واحد.

تمّ نحت التمثال من صخرٍ جيريٍّ ضعيفِ الجودةِ نسبيًّا، ومن المرجَّح أنّه كان مغطًّى بالجصّ ومُلوَّنًا. ولا تزال بقايا الطلاءِ ظاهرةً قرب إحدى أذنيه. يبلغ طول "أبو الهول" حوالي 73.5 مترًا، وارتفاعُه حوالي 20 مترًا.

وقد تسبّبت العواملُ الطبيعيّة، خاصّةً العواصف الرمليّة، في تآكلِ أجزاءٍ منه، لا سيّما الرقبة، والرِّجلين، والجانب الأيسر. كما فقد التمثال لحيتَه المستعارة، وأنفَهُ، وربّما أجزاءً من مؤخّرته. في ما بين مخالبه، وُجدت "لوحة الحُلم"، التي تسرد رؤيا للملك "تحتمس الرابع"، وقد أُقيمت لاحقًا تكريمًا له.

ويغطّي رأس التمثال غطاء الرأس الملكيّ المعروف بـ"النِّمس"، وهو رمزٌ من رموز السلطةِ لدى الفراعنة، كما كانت له لحيةٌ ملكيّةٌ طويلة، لكنها مكسورة حاليًّا.

مراكب الشمس: أسرارها ووظيفتها الجنائزيّة:

تُعدّ "مراكبُ الشمس" من أعجب الاكتشافات المرتبطة بالملك "خوفو"، وقد صُنِعت هذه المراكب من خشب الأرز، ووُجدت مُفكّكةً في حفرةٍ جنوبَ الهرم الأكبر. وقد أُطلِق عليها اسم "مراكب الشمس" لأوّل مرةٍ من قِبل الصحفيّ "كمال الملاخ"، مُكتشفِها في 25 مايو سنة 1954م.

وقد اختلف الباحثون حول الغرض من هذه المراكب، لكنّ الرأي الأقرب إلى الصواب أنّها كانت تُستخدم في المراسمِ الجنائزيّةِ، لنقلِ جسدِ الملك "خوفو" بعد تحنيطه، في رحلةٍ رمزيّةٍ إلى مدنٍ دينيّةٍ مثل "هليوبوليس" و"سايس"، قبل أن يُدفن في الهرم. وبعد انتهاء الرحلة، كانت المراكب تُفكَّك وتُدفن قرب الهرم.

تتميّز هذه المراكب بتفاصيل فريدة، فهي تحتوي على 12 مجدافًا، من بينها أربعة مجاديف على شكل حِرابٍ لحماية المركب من أرواحٍ شرّيرةٍ في مياه السّماء، بحسب معتقدات المصريّين القدماء. كما زُوّدت المركب بمِجْدَافَين كبيرين في المؤخّرة لتوجيه المسار، إضافة إلى مذراةٍ خشبيّةٍ، ومطرقةٍ، وتفاصيل نباتيّة مستوحاة من زهرتَي اللّوتس والبردي.

وقد صُنِعت المركب من 1224 قطعةً خشبيّة، بطولٍ يُقدَّر بـ44 مترًا، وعرضٍ يبلغ حوالي 5.9 أمتار، وتُمثِّل إحدى أروع ما تركه المصريّون من تراثٍ بحريٍّ وجنائزيّ.


إن وضع تعليقك (أسفل الصفحة) لشكرنا أو لنقدنا يهمنا كثيرا. ونرجو منك أن تساهم في نشر كلّ موضوع ترى أنه أفادك وذلك بالنقر على الزر Partager  حتى تعم الفائدة على أصدقائك.

عودة إلى صفحة معالم حول العالم




ليست هناك تعليقات:

حتى تصبح عضوا في الموسوعة المدرسية انزل إلى أسفل الصفحة