التكافل الاجتماعي في الإسلام

التربية الإسلاميّة

التكافل الاجتماعي في الإسلام

تمهيد:
ترى في جماعة حقوقا تعطى واحتراما يُتبادل ومحبّة تسود فتغتبط القوم وتقول : هنا تكافل اجتماعي بينهم، وترى الأقوياء يعطفون على الضعفاء، والأغنياء يعينون المحرومين ويوفّرون ضروريات العيش لليتامى والمساكين فتقول بين هؤلاء تكافل. 
وترى الناس يتعاونون في الميادين الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة فتعرف أنّهم متكافلون.
والإسلام يدعو إلى كلّ هذا. ذلك أنّ التكافل في الإسلام له مفاهيم ومظاهر أدبيّة وماديّة.

التكافل الأدبي في الإسلام :
كلّ الفضائل الأخلاقيّة والاجتماعيّة يشملها التكافل الأدبي ومن أهمّ هذه الفضائل :

1. الأخوّة : إنّ الإسلام دين أخوّة ولا معنى للأخوّة ما لم تكن بين الناس محبّة خالصة وألفة تقضي على أسباب الفرقة، ولا أخوّة إلاّ بالإخلاص في النصح وحفظ العرض وصون الحرمة ورد كيد العدوّ وتطهير اللسان عن الغيبة والنميمة.
2. التعاون : في الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تعاون، وفي إصلاح ذات البين وتقديم النصح تعاون، وفي تبادل المعلومات وتوضيح المعضلات والمشاركة في البحث تعاون، وفي الفرح لفرح الناس والحزن لحزنهم تعاون.فكما يكون التعاون بالأموال يكون بالعقول والأبدان، وبالقلوب والمشاعر، وكل ذلك في حدود البر والتقوى.
3. الإيثار : هو أن تضع اللقمة في فم الجائع وتبيت على الطوى، هو أن تنتقل تحت أشعّة الشمس المحرقة وصقيع الشتاء البارد تنشر الوعي وتحارب الجهل والمرض، هو أن تسخّر طاقتك وجهدك لفائدة الغير تدفئ غيرك وتبرد أنت، وتجود بدمك لتنفذ من هو في حاجة إلى ذلك.
   الإيثار هو إنكارك لذاتك والتضحيّة بمصلحتك تقديما لمصلحة الآخرين.
4. التراحم : خلقك الرحمان الرحيم ودعاك إلى أن ترحم الصغير، وتشمل بعطفك اليتيم، وتمسح دمعة المحزون، وتوقف أنّة المسكين، وتزرع الأمل في نفس اليائس، وتدخل السرور في كلّ قلب كسير، وتنشر النور في الظلام، وترحم من في الأرض ليرحمك من في السماء.

التكافل المادي في الإسلام :
الإنسان جسد وروح فإذا كفل له الإسلام غذاء روحه فإنّه لم ينس غذاء جسده وهذا يتمثّل في أمور منها:

1. الزكاة : أمر الله الأغنياء أن يعطوا من أموالهم نصيبا معينا للضعفاء والمحتاجين دون أن يكون ذلك منهم منّة وإحسانا وإنّما هو حقّ للفقير واجب على الغني.
2. النفقة : أوجب الإسلام النفقة وعيّن طرق صرفها ولمن تصرف، وبدأ بفرض نفقة الأسرة حتى إذا تكافلت كلّ خليّة فيما بينها عمّ التكافل الماديّ للمجتمع كلّه وقضيت الحاجة المعاشيّة.
3. الصدقات : فرض الإسلام صدقة الفطر وندب إلى صدقة التطوّع ورغب فيها كي لا يكون الالتفات إلى الغير والاهتمام به موقوتا بأوقات الزكاة، واعتبر الأمة  كلّها آثمة إذا بات فيها فرد واحد جائعا.
4. الكفارات : كفارة الإفطار عن عمد في رمضان وكفارة اليمين وغيرهما إنّما هي أموال يطهّر بها المسلم نفسه ويكفّر عن ذنوبه، وهي مورد مالي لذوي الحاجة.
5. الوصية : يوصي الإنسان بثلث ماله فأقلّ لغير ورثته حتى يتدارك من خرج من الإرث، ولتكون مجالا لإنفاق شيء من التركة في وجوه البرّ والخير.

أثر التكافل :
هذه وغيرها توضح لنا التكافل في الإسلام بمعنييه الأدبي والمادي وتبيّن لنا أثاره التي هي التماسك الاجتماعي الناجم عن الإيمان ورقّة المشاعر بتفكير الأقوياء في الضعفاء وإحساس السعداء بآلام الأشقياء والقضاء على أسباب التحاسد وتجنّب عوامل الفرقة لينتشر الأمن ويقضى على الفقر والجهل والمرض وتطفو البسمة على الشفاه وتزهر كلّ أرض ويعمّ الرخاء والتقدّم.

النتائج

التكافل الأدبي في الإسلام : من مظاهره :
الأخوة الصادقة.
التعاون النزيه.
الإيثار وإنكار الذات.
التراحم.

التكافل المادي في الإسلام : من مظاهره :
- الزكاة.
- النفقة.
- الصدقات.
- الكفارات.
- الوصية.

أثر التكافل :
- تطهير النفوس.
- التحام الصفوف.
- تعميم الرخاء والتقدّم.

عودة إلى صفحة : ملفّات وبحوث متنوّعة في مادة التربية الإسلاميّة

إن وضع تعليقك (أسفل الصفحة) لشكرنا أو لنقدنا يهمنا كثيرا. ونرجو منك أن تساهم في نشر كل موضوع ترى أنه أفادك وذلك بالنقر على الزر Partager (أعلى الصفحة) حتى تعم الفائدة على أصدقائك.