تأثير الزئبق على البيئة - مخاطر الزئبق على الإنسان والبيئة
تأثير الزئبق على البيئة - مخاطر الزئبق على الإنسان والبيئة
وقد وصف الباحث كوزمول في عام 1861 صناع المرايا الزجاجيّة قائلا : إنّه لم يجد عاملا واحدا بالغاً إلاّ وتساقطت جميع أسنانه من فمه بسبب التهاب اللثّة الناتج عن التسمّم بالزئبق.
وعندما استخدمت نترات الزئبق في تكثيف شعر الأرانب وذلك لصناعة القبّعات، ظهرت على العمال بعض الأعراض مثل الرعشة وسهولة الاستثارة والعصبيّة وحِدّة الطبع. وقد ظهر في ذلك تعبير (المجنون صانع القبعات) الذي ورد ذكره في قصّة الأطفال المشهورة ((مغامرات أليس في بلاد العجائب)) حوالي عام 1865.
ولعلّ من أشهر أوبئة التسمّم البيئي بالزئبق ما حدث عام 1953 على الفلاحين الذين يعيشون بالقرب من شاطئ خليج ميناماتا على الساحل الجنوبي الغربي لجزيرة كيوشو اليابانيّة والذي أصبح يعرف بـداء ميناماتا. كانت الأعراض المرضيّة مركّزة في الجهاز العصبي على شكل التهاب في الأعصاب، وترنّح في المشي، وصعوبة فى النطق، وفقدان للسمع، وضعف في النظر. ويصاب المرضى بالعجز والوفاة في حوالي 40 % من الحالات. واتضح فيما بعد أنّ سبب ذلك المرض هو تناول السمك الملوّث بكلوريد الزئبق الذي يُلقى ضمن المخلّفات الصناعيّة في مياه خليج مينا ماتا، حيث يتركّز عنصر الزئبق في لحوم الأسماك، وعندما يدخل الجسم فإنّه يتسرّب بسهولة إلى المخّ، كما أنّه ينتقل بسهولة عبر المشيمة إلى الجنين. وبما أنّ مخّ الجنين يكون أسرع تأثرا بالسموم، فإنّ عددا من الأطفال اليابانيين وُلدوا مصابين بشلّل وتخلّف عقلي مع أنّ أمهاتهم لم يعانين من أعراض التسمّم.
ويحدث تلوّث البيئة بالزئبق في مناطق وجود خاماته وفي أماكن استخلاصه من مصادره، وفي الصناعات التي يستخدم فيها مثل صناعة الكلور، والبطاريات، والورق والمبيدات الحشريّة.
ويحدث تلوّث البيئة بالزئبق في مناطق وجود خاماته وفي أماكن استخلاصه من مصادره، وفي الصناعات التي يستخدم فيها مثل صناعة الكلور، والبطاريات، والورق والمبيدات الحشريّة.
ليست هناك تعليقات:
حتى تصبح عضوا في الموسوعة المدرسية انزل إلى أسفل الصفحة