ابن الروميّة
ابن الروميّة
مقدِّمة:
شهد التاريخ الإسلامي بروز عدد من العلماء الذين ساهموا في تطوير علوم النباتات والأدوية والصيدلة، وكان من أبرزهم أبو العبّاس أحمد بن محمد بن مفرح الأموي الإشبيلي، المعروف بـ ابن الرُّميَّة، والذي عُرِف باهتمامه العميق بالنباتات والعقاقير، وبكونه من أوائل علماء الصيدلة النباتيّة في الأندلس.
نشأتُه وتكوينُه العِلمي:
وُلِدَ ابن الرُّميَّة في مدينة إشبيليّة سنة 561هـ الموافق 1165م. وقد تدرَّج في تعلُّم عِلم التداوي بالأعشاب والنباتات الطبيّة والصيدلة النباتيّة، ثمَّ تطوَّر اهتمامُه إلى دراسةِ النباتات بأنواعها المختلفة، فصار من أشهر علماء عصره في هذا المجال.
إسهاماتُه العلميّة:
يُعَدّ ابن الرُّميَّة أوّل من قام بوصف نباتات سواحل البحر الأحمر، كما كان له شغفٌ كبيرٌ بالسفر، وذلك لتحرِّي مناشئ الأعشاب وجمع أنواعها المختلفة من أجل دراستها.
وقد بدأت رحلاتُه العلمية بالتجوال في أنحاء الأندلس (إسبانيا حاليًا)، ثم اتجه إلى الشرق، حيث:
* نزل مصر سنة 1216م وأقام فيها مدّةً.
* ثم سافر إلى بلاد الشام، والعراق، والحجاز.
وقد أفاد كثيرًا من هذه الرّحلات، إذ جمع خلالها عددًا كبيرًا من النباتات ذات الأنواع المختلفة.
وكان لـ ابن الرُّميَّة دُكّانٌ يبيع فيه الأعشاب الطبيّة والعقاقير، ما جعله قريبًا من عامة الناس ومن احتياجاتهم العلاجيّة.
مؤلَّفاته العلميّة:
ترك ابن الرُّميَّة عددًا من المؤلّفات الهامّة في علم النباتات والعقاقير، من بينها:
- تفسير أسماء الأدوية المفردة.
- الرّحلة النباتية.
- تركيب الأدوية.
ومن أشهر كتبه كتابٌ رتّب فيه أسماء النباتات على حروف المعجم، وله أيضًا تفسيرٌ لأسماء الأدوية المفردة الواردة في كتب:
- ديسقوريدوس.
- جالينوس.
أما الرّحلة النباتية، فهي من أشهر أعماله، وتأتي في عشرة مجلّدات، مما يدلّ على سعة علمه واجتهاده في هذا المجال.
وفاتُه:
تُوفِّي ابن الرُّميَّة رحمه الله سنة 637هـ، الموافق 1239م، بعد أن قدَّم تراثًا علميًّا غنيًّا يُعدّ من أبرز ما كُتِب في علم النباتات والأدوية في الحضارة الإسلاميّة.
إن وضع تعليقك (أسفل الصفحة) لشكرنا أو لنقدنا يهمنا كثيرا. ونرجو منك أن تساهم في نشر كلّ موضوع ترى أنه أفادك وذلك بالنقر على الزر Partager حتى تعم الفائدة على أصدقائك.
عودة إلى صفحة شخصيات وأعلام
ليست هناك تعليقات:
حتى تصبح عضوا في الموسوعة المدرسية انزل إلى أسفل الصفحة