ابن النفيس
ابن النَّفيس
مقدِّمة:
يُعَدّ علاءُ الدين أبي الحسن علي بن أبي الحَزْم القُرشي، المعروف بـ ابن النَّفيس، من أعلم أهل عصره في الطِّبّ، وأحد أبرز علماء التشريح في تاريخ الحضارة الإسلاميّة. أصله من بلدة قَرْش، وقد وُلِد في دمشق، وقضى حياته متنقّلًا بين دمشق والقاهرة.
نشأتُه ومسيرتُه الطبيّة:
مارس ابنُ النَّفيس الطبّ في دمشق إبّان نهضتها الطبيّة الكبرى، ثمّ استدعاه السّلطان الكامل محمّد إلى القاهرة نظرًا لشهرته الواسعة وذيوع اسمه. وهناك عمل في المستشفى الناصري، الذي كان من أشهر المستشفيات في القاهرة في ذلك الوقت.
منهجُه العلمي:
اعتمد ابنُ النَّفيس في دراساته على:
* الملاحظة الدقيقة.
* الدّرس المستمرّ.
* التجربة العلميّة.
وقد لاحظ اختلافات في تركيب أجسام الحيوانات، فدعا إلى دراسة التشريح المقارَن لفهم هذه الفروق. كما اعتمد التشريح كمنهج عمليّ أساسيّ في دراسته الطبيّة.
اكتشافه للدّورة الدّمويّة الصُّغرى:
انفرد ابنُ النَّفيس باكتشاف نظريّة الدورة الدمويّة الصُّغرى، وهي تلك التي تجري في الرّئة، وتشمل مرور الدم من الشريان الرئوي إلى القلب. وقد سجّل هذا الاكتشاف قبل العالم الإنجليزي هارڤي بنحو ثلاثمائة سنة، والذي نُسب إليه هذا الاكتشاف في أوروبا لاحقًا.
مؤلَّفاته الطبيّة:
من أبرز مؤلَّفات ابن النَّفيس:
1. كتاب الشامل في الطبّ.
كان يرغب في أن يؤلّفه في ثلاثمائة جزء، لكنه تُوفِّي قبل أن يُتمّ أكثر من ثمانين جزءًا.
2. المُهذَّب في طبّ العيون.
3. المختار من الأغذية.
4. الموجَز في الطبّ.
5. فاضل بن ناطق.
6. بغية الطّالبين وحُجّة المُتطبّبين.
7. شرح الهداية لابن سينا.
8. شرح فصول أبقراط.
9. بغية الفَطِن من علم البدن.
وقد تُرجمت بعض هذه الكتب إلى اللغة اللاتينيّة في منتصف القرن السادس عشر، وتأثّر بها العلماء الأوروبيّون في دراساتهم الطبيّة.
مؤلّفاته في مجالات أخرى:
إلى جانب الطّب، ألّف ابنُ النَّفيس كتبًا في:
* الفلسفة.
* المنطق.
* علوم اللغة والبيان.
ومن أشهر كتبه في هذه المجالات:
* كتاب طريق الفصاحة.
كما له مؤلّفات في الفقه والشريعة والسيرة النبويّة، منها:
* الرسالة الكاملية في السيرة النبوية.
منهجه في التأليف:
كانت طريقة ابن النَّفيس في التأليف تعتمد على:
* ما يحفظه من العلم.
* ما يستخلصه من تجاربه ومشاهداته واستنباطاته.
وكان نادرًا ما يُراجِع أو ينقل من مؤلّفات غيره. وقد خلّف مالًا كثيرًا، ووقف كُتبه وأملاكه على البيمارستان المنصوري في القاهرة.
وفاته:
تُوفِّي ابنُ النَّفيس في مصر سنة 687هـ، الموافق لسنة 1288م، بعد أن خلَّف تراثًا علميًّا عظيمًا لا يزال يُذكَر في أروقة الطبّ والعلم.
إن وضع تعليقك (أسفل الصفحة) لشكرنا أو لنقدنا يهمنا كثيرا. ونرجو منك أن تساهم في نشر كلّ موضوع ترى أنه أفادك وذلك بالنقر على الزر Partager حتى تعم الفائدة على أصدقائك.
عودة إلى صفحة شخصيات وأعلام
ليست هناك تعليقات:
حتى تصبح عضوا في الموسوعة المدرسية انزل إلى أسفل الصفحة