أينشتاين في أمريكا - ألبرت أينشتاين - أشهر العلماء في التاريخ
ألبرت أينشتاين
أينشتاين في أمريكا
وبالطبع كانت شهرة "أينشتاين" قد سبقته إلى أمريكا، لذلك استقبل "أينشتاين" في أمريكا إستقبال العلماء العباقرة، وقد وفرت له السلطات في أمريكا كافة الظروف الّتي تساعده على مواصلة أبحاثه وكشوفه، وفي أمريكا إلتقى "أينشتاين" بنخبة من أعظم علماء العصر وعباقرته، وعلى رأسهم عالم الفيزياء العبقري الشهير "نيلزبور" الّذي ارتبط إسمه بالقنبلة الذرية.
وقبيل الحرب العالمية سعى "أينشتاين" لإقناع الحكومة الأمريكية بضرورة الإسراع في إمتلاك القنبلة قبل أن يتوصّل إليها الالمان، وعندما اقتنعت حكومة أمريكا برأي "أينشتاين" رصّدت ميزانية هائلة لبدء تفنيذ مشروع القنبلة الذرية.
وبالطبع كان "لأينشتاين" دوره المهم، والرئيسي في إنتاج هذه القنبلة، لأن معادلته الشهيرة عن المادة والطاقة والكتلة كانت هي المفتاح الّذي فتح الباب للعلماء ومكّنهم من تحرير الطاقة الكامنة في المادة، فهذه المعادلة هي أساس إنتاج القنبلة الذرية. وكان إنتاجها دليلا على صحّة نظريات "أينشتاين" وسجّل التاريخ "لأينشتاين" دوره المهم والحيوي في إنتاج هذه القنبلة، وكان هذا الحدث من الأمور الّتي أدخلت السعادة على قلب "أينشتاين" لكن هذه السعادة لم تدم طويلا. فلقد نشبت الحرب العالمية الثانية، وإنتهزت أمريكا الفرصة لتجربة القنبلة الذريّة، فم تجد أمامها سوى أن تقوم بإلقاء القنبلة على "اليابان".
وعندما سمع "أينشتاين" بالدمار الهائل الّذي نجم عن إلقاء القنابل الذرية على "هيروشيما" و"نجازاكي" تبددت سعادته، واستبد به الحزن والندم، لأنه كان من أوائل العلماء الّذين سعوا لدى حكومة أمريكا لإقناعها بضرورة إنتاج هذا السلاح المدمر الّذي إدى إنتاجه إلى كارثة اليابان النووية.
وعلى الرغم من الحزن العظيم الّذي تملّك نفس "أينشتاين" فإنه لم يشأ أن يغادر أمريكا. لم يفكر "أينشتاين" في العودة إلى "ألمانيا" أو إلى "سويسرا" لأن حياته في أمريكا كانت قد استقرت، ومن جهة أخرى كانت العودة إلى الوطن الأم "ألمانيا" من الأمور المستحيلة، لأن "أينشتاين" بمساعدته لأمريكا على إنتاج القنبلة الذرية استحق غضب "هتلر" وبالفعل قد كان "هتلر" قد وضع إسم "أينشتاين" في قائمة أعداء ألمانيا.
وهكذا ظلّ "أينشتاين" في أمريكا، يحيا حياة العلماء المتواضعة، رغم كل مظاهر التكريم والتبجيل والحفاوة والتمجيد الّتي كان يعامل بها من الحكومة والعلماء والطلبة وهيئة تدريس الجامعة والمحافل العلمية. قضى "ألبرت أينشتاين" أغلب حياته منكبا على البحث والإطلاع والتدريس، كان يستيقظ من نومه مبكرا فيتناول طعامه، ثم يذهب إلى الجامعة، وبعد إنتهاء اليوم الجامعي يعود إلى بيته، فيتناول طعامه، ثم يجلس قليلا مع زوجته، وبعدها يدخل إلى مكتبه ليقضي الساعات الطويلة في البحث والإطلاع، أو التأليف، فإذا دخل المساء كان عليه أن يخرج لحضور إحدى الندوات أو المؤتمرات العلمية، ثم يعود بعد ذلك إلى بيته ليتناول طعامه ويجلس إلى جوار زوجته محتضنا آلة الكمان.
وعلى هذا النمط من النظام الدقيق مضت حياة "أينشتاين" منذ أن بدأ في ممارسة مهنة التدريس، وبفضل الإلتزام بهذا النوع من النظام تمكن "أينشتاين" من تحقيق أعظم منجزاته العلمية في سهولة ويسر، وظلت قدرته على العطاء والإبداع قدرة متوقدة حتى بعد بلوغه سن الشيخوخة.
ولم يكن "أينشتاين" صاحب العقلية الجبارة يعترف بشيء إسمه الشيخوخة، فقد كانت روحه دائمة الشباب فياضة بالحيوية والنشاط، وإن كان "أينشتاين" يتصرّف في بعض الأحيان كالأطفال في خفّة وحيوية وإنطلاق، فما ذلك إلا أنه لم يكن من النوع الّذي يعترف بالشيخوخة، فشخصيّة "أينشتاين" شخصية نابضة بالحركة، ومع أن عقلية "أينشتاين" كانت عقلية رياضية جبارة، إلا أن زوجته كانت دائمة الإنطلاق والبهجة، ولم تكن الإبتسامة تفارق وجه "أينشتاين" على الرغم مما يعمل في عقله الجبار من نشاط هائل في أعقد مسائل الفيزياء والرياضيات.
ليست هناك تعليقات:
حتى تصبح عضوا في الموسوعة المدرسية انزل إلى أسفل الصفحة