عبقريّة أينشتاين - ألبرت أينشتاين - أشهر العلماء في التاريخ
ألبرت أينشتاين
عبقريّة أينشتاين
آراء عبقرية :
نشر "أينشتاين" أربعة بحوث سنة 1905م في مجلة الفيزياء السنوية، وقد تضمنت هذه البحوث أفكاره في "النسبية الخاصة"، ثم نشر "أينشتاين" بحثين في نفس المجلة عام 1916م حول فكرة "النسبية العامة" وقد ظهرت هذه البحوث الخاصة بالنظرية النسبية – بعد ذلك – في كتاب ترجم إلى الإنجليزية، ثم العربية بترجمة الدكتور "رمسيس شحاته" سنة 1965م.
وترتكز الأفكار الأساسية لأينشتاين على رفضه القول "بالحركة المطلقة" وهو المفهوم القديم الّذي كان سائدا قبل "أينشتاين" عن الحركة، وقد قرّر "أينشتاين" أن الحركة "نسبية" في جميع الظروف بالنسبة لشيء آخر، على أن "النسبية الخاصة" كانت تتعلق بالأجسام الّتي ترتبط حركتها بأشياء أخرى وبسرعة ثابتة (بدون عجلة) أو الّتي لا تتحرك أيضا، أما "النسبية العامة" فتتعلق بالأجسام الّتي يتحرّك بعضها بالنسبة لبعض بسرعة لها عجلة.
معادلة القنبلة الذرية:
ولقد رفض "أينشتاين" أيضا تصوّر "نيوتن" عن الزمان والمكان المطلقين، المنفصلين، كما رفض فصل المكان عن الزمان. وهكذا تغيّرت المفاهيم بفضله، وتمكن "أينشتاين" بالنسبية العامة والخاصة، من التأثير في أفكار المعاصرين له من العلماء والفلاسفة معا.
ولقد كان لأينشتاين أيضا الفضل في التأثير على الفلاسفة من خلال نظريته في "العلاقة بين الكتلة والمادة" إلى الدرجة الّتي اضطرّ معها البعض، أمثال "راسل" إلى القول:
"إن نسبية أينشتاين تدفع إلى التخلي عن تصورنا القديم للمادة المرتبطة بالجوهر الميتافيزيقي".
وكان تصوّر "أينشتاين" نفسه عن العلاقة بين المادة والكتلة والطاقة المكافئة لها هو أن: الكتلة تكافئها طاقة تساوي الكتلة مضروبة في مربع سرعة الضوء، وقد صوّر "أينشتاين" هذه الفكرة على النحو المعادل التالي:
ط = ك x ج2 (ط = طاقة، ك = كتلة، ج = سرعة الضوء).
ولقد أدى التصوّر الّذي خرج به "أينشتاين" على العالم إلى فصل عالم المادة عن الجوهر الميتافزيقي الّذي كان يظن قبل ارتباطه بالمادة (مطلقا) وأصبح التصور الحديث عن المادة، بفضل "أينشتاين" هو: أنها طاقة لها شكل الجسيمات.
وهكذا انتهت أسطورة الجوهر الميتافيزيقي الّذي كان مرتبطا بالمادة قبل "أينشتاين".
كما ثبتت المفاهيم الأخرى الّتي قال بها هذا الفيزيائي الفذ من انه لا وجود للمكان المطلق أو الزمان المطلق، وان تقديرات الزمان والمكان لم تعد منفصلة عن بعضها، كما كان الأمر قبل ظهور النظرية النسبية "لأينشتاين".
لقد أثّرت النسبية في القرن العشرين تأثيرا واضحا يبدو في كافة الكتابات العلمية، كما انتفعت بالنظرية النسبية علوم عديدة كان أهمها: الفلك والفيزياء، لذا فإن الأهمية العلمية "لأينشتاين" ونظرياته وأفكاره يمكن رؤيتها بوضوح من خلال النتائج الفلسفية الّتي توصّل إليها الفلاسفة، المترتبة على كشوفه العلمية.
ومع تصوّرنا للتحول الضخم الّذي أحدثته "النسبية" في كافة العلوم لا يمكننا تصوّر أن هذه النظرية لم تجهد وتشغل ذهن صاحبها أكثر من أسبوع واحد لا غير.
فذات يوم كان "أينشتاين" جالسا على مائدة الطعام يتناول الغذاء مع زوجته، لكن حدث أنه قد شرد قليلا، وعندما حاولت الزوجة تنبيهه من شروده، قام تاركا طعامه وزوجته، واتجه فورا إلى غرفة مكتبه وأغلق عليه الباب، ولم يسمح "أينشتاين" لأحد بالدخول عليه أبدا لمدة أسبوع كامل.
وخرج "أينشتاين" بعد ذلك من مكتبه وفي يده بضع أوراق أمامه، وهو يشرح للزوجة الذاهلة نظريته الجديدة الّتي أطلق عليها اسم "نظرية النسبية"، والتي من شأنها أن تغيّر مسار العلم وتقلّب سائر المفاهيم في القرن العشرين. ترى أية عبقرية فذة تلك الّتي تستطيع إنجاز هذا الجهد الخرافي في أسبوع واحد فقط؟ وما هو التكوين النفسي للرجل الّذي يستطيع أن يؤدي هذا الجهد الخارق، ويخرج بهذا العمل الفذ المدهش والفريد؟
لا بدّ أن تتخيل الآن مقدار الجهامة والكآبة والصرامة الّتي تعلو وجه هذا الرجل، ولعلك تقول: إنه لا يعرف سوى الأبحاث والاختبارات والمعامل والكتب والتدريس في الجامعة، إنه لا يبتسم أبدا لأحد ولا حتى لزوجته، إنه لا يحب الناس، ويميل إلى العزلة والاعتكاف والانكفاء على بحوثه ونظرياته واكتشافاته العبقرية الفريدة الهائلة.
هذا هو ما يمكن أن يقال عن عقلية عبقرية جبارة هائلة في حجم عقلية عبقري الفيزياء في القرن العشرين، لكنك سرعان ما تتغير هذه الرؤية لديك عندما نقول لك: إن شذوذ هذا العالم الفذ قد أدّى به في الكثير من الأحيان إلى ارتكاب الكثير من الأعمال الصبيانية والطفولية حتى وهو في سن الشيخوخة.
لقد كان "ألبرت أينشتاين" إذا أراد مغادرة بيته، لا يهبط درجات السلم بل كان يمتطي خشب جدار السلم منزلقا عليها تماما كما يفعل الأطفال. وكثيرا ما شاهد الناس "أينشتاين" في حدائق الحيوان مخرجا لسانه للشمبانزي الّذي يشبهه قليلا في شعره الكث المشعث.
ولا بد أن نقول الآن: إن هذه الأفعال الصبيانية إذا أتاها الإنسان في مرحلة الرجولة أو النضج أو الشيخوخة فهي بلا شك ستكون دليلا على جنونه، فما بالك بهذه الأفاعيل إذا خرجت من مثل هذا العالم الفذ الفريد؟
وربّما انتابك شك في أننا كنا نتحدث عن "أينشتاين" وأننا كنا نتحدث عن بهلوان أو مهرج السيرك مثلا، لكني أؤكد على الفور أنني أتحدث عن "أينشتاين" العالم الجليل الفذ الّذي غيرت أفكاره العلم في القرن العشرين.
نعم... لقد تحدثنا ومازلنا نتحدث عن شخصية من أعظم الشخصيات العبقرية في القرن العشرين... إنها شخصية عبقرية الفيزياء "ألبرت أينشتاين" الّذي وضع النسبية، والّذي قام بتدريس الفيزياء في أعظم الجامعات، والّذي كانت معادلته عن الكتلة والطاقة حجر الزاوية في إنتاج القنبلة الذرية، والّذي التقى بالكثير من علماء عصره فناظرهم أو حاورهم وناقشهم حتى بهرهم بشخصية الفذة الفريدة وعبقريته النادرة الماثل وعليه العميق وعقله القوي الجبار "أينشتاين" هذا، لم يشعر لحظة واحدة بأنه يختلف عن سائر البشر ، ولم يتملكه الغرور، ولم يحاول مطلقا أن يظهر أمام الناس وعلى وجهه تلك الملامح الدالة على التعالي أو الاستعلاء.
لم يكن "أينشتاين" بأي حال من الأحوال مثل سائر العلماء، فلم يكن يميل إلى العزلة، أو الانطواء، ولم يكن يتصنع الوقار، أو يتقنع بالصرامة والجهامة، إنما كان "أينشتاين" – في الواقع – من أبسط الشخصيات وأبعدها عن التعقيد، لم يكن يخشى أن يكشف الناس بداخله – وهو العالم العبقري الفذ – تلك البساطة المفرطة والتلقائية المدهشة الّتي تجعله يبدو كما لو كان طفلا صغيرا ينطلق على سجينته، ويلهو ويمرح مستمتعا بكل شيء، كأنه يريد أن يتحرّر من سجن عالمنا الكبير بالعودة إلى عالم البراءة والطفولية.
ageeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeemale chayeeea raaytttttttoho fi haiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiti
ردحذف