العود إلى المدرسة - نصوص أدبيّة - السنة الخامسة ابتدائي
1- هَا قَدْ اِنْتَهَتِ العُطْلَةُ الصَّيْفِيَّةُ وَوَلَّتْ أَفْرَاحُهَا (1) فَأَخَذَتِ المَدْرَسَةُ تَتَأَهَّبُ لِقَبُولِ أَبْنَائِهَا. وَبَاتَ هَؤُلاَءِ يَسْتَعِدُّونَ لِلِقَائِهَا بَعْدَ طُولِ فِرَاقٍ، يَهُزُّهُمُ الشَّوْقُ إِلَى سَاحَتِهَا وَجُدْرَانِهَا وَمُعَلِّمِيهَا. وَفِي صَبَاحِ اليَوْمِ المَوْعُودِ، انْتَشَرُوا فِي الطُّرُقَاتِ حَتَّى ضّاقَتِ الرِّحَابُ بِجُمُوعِهِمْ (2) وَامْتَلَأَتْ بِضَجِيجِهِمْ.
وَكَانَتِ المَدْرَسَةُ فِي انْتِظَارِهِمْ فَدَخَلُوهَا مُسْرِعِينَ مُسْتَبْشِرِينَ، كُلُّ مِنْهُمْ يَبْحَثُ عَنْ خَلِيلٍ لَهُ. لِيَسْلَمَ عَلَيْهِ، وَيُعَبِّرُ لَهُ عَنْ أَشْوَاقِهِ وَحَنِينِهِ، وَيَقُصُّ عَلَيْهِ أَخْبَارَهُ وَأَحَادِيثَهُ.
2- وَسَرِيعًا مَا أَقْبَلَ التَلاَمِيذُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، مُتَحَلِّقِينَ. فَهَذِهِ حَلَقَةُ سَمِيرٍ، وَقَدْ دَارَ حَوْلَهُ رِفَاقُهُ. وَهْوَ يَرْوِي لَهُمْ كَيْفَ قَضَّى عُطْلَتَهُ، وَيَصِفُ لَهُمْ نُزُهَاتِهِ الجَمِيلَةَ فِي جِبَالِ عَيْنِ دَرَاهِمَ بَيْنَ غَابَاتِهَا الكَثِيفَةِ الظَّلِيلَةِ، وَمِيَاهِهَا الجَارِيَةِ الصَّافِيَةِ، وَتِلْكَ حَلَقَةُ سَلِيمٍ وَقَدْ اتَّجَهَتْ إِلَيْهِ الأَنْظَارُ. وَهْوَ يُحَدِّثُهُمْ عَنْ جَوْلَةٍ مُمْتِعَةٍ، زَارَ خِلاَلَهَا، صُحْبَةَ عَائِلَتِهِ، جَزِيرَةَ جِرْبَةَ السَّاحِرَةَ، وَقُرَاهَا السَّاكِنَةَ، وَسَوَاحِلَهَا الهَادِئَةَ.
وَهُنَالِكَ حَلَقَةُ صَالِحٍ، وَقَدِ اكْتَظَّ حَوْلَهُ الرِّفَاقُ وَهْوَ يَقُصُّ عَلَيْهِمْ رِحْلَتَهُ إِلَى وَاحَاتِ الجَرِيدِ وَجَنَّاتِهِ الفَاتِنَةِ وَنَخِيلِهِ البَاسِقَةِ (3) وَكُثْبَانِ رِمَالِهِ المُنْتَصِبَةِ.
3- وَحِينَ كَانَ الجَمِيعُ يَتَطَلَّعُونَ إِلَى كُلِّ هَذِهِ الأَخْبَارِ مُتَشَوِّقِينَ مُسْتَمْتِعِينَ عَلاَ صَوْتُ الجَرَسِ مُعْلِنًا أَنَّ سَاعَةَ العَمَلِ قَدْ حَانَتْ. فَأَسْرَعُوا إِلَى صُفُوفِهِمْ ثُمَّ دَخَلُوا أَقْسَامَهُمْ، وَاحْتَلُّوا مَقَاعِدَهُمْ، وَإِذَا بِهِمْ يُنْصِتُونَ إِلَى مُعَلِّمِهِمْ وَهْوَ يُذَكِّرُهُمْ بِوَاجِبَاتِهِمْ وَيَحُثُّهُمْ عَلَى اسْتِئْنَافِ العَمَلِ بِشَغَفٍ وَابْتِهَاجٍ. وَلِمَ لاَ يَبْتَهِجُ التَّلاَمِيذُ وَالمَدْرَسَةُ تَحْتَضِنُهُمْ (4) وَالرِّفَاقُ يُؤْنِسُونَهُمْ وَالمُعَلِّمُونَ يُحِبُّونَهُمْ؟
فَهَيَّا لِلْعَمَلِ وَالاِجْتِهَادِ! فَالنَّجَاحُ حَلِيفُنَا وَالسَّعَادَةُ حَظُّنَا.
الشرح:
1- وَلَّتْ أَفْرَاحُهَا: ذهبت وابتعدت. كان الأطفال أثناء العطلة يتمتّعون بالرّاحة واللّعِب، فلمّا انتهت العطلةُ انتهت معها أفراحُهم.
2- ضَاقَتْ الرِّحَابُ بِجُمُوعِهِمْ: الرّحابُ: هي السّاحاتُ الواسعةُ (رَحْبَةٌ)، صباحَ يومِ العودةِ إلى المدرسةِ تجمَّع التّلاميذ في الرّحابِ حتّى ملؤوها.
3- الشَّجَرُ البَاسِقُ: هو ما طال منه وعلا وارتفعت أغصانُهُ.
4- المَدْرَسَةُ تَحْتَضِنُ التَّلاَمِيذَ: حضنتِ الأمُّ الصّبيَّ واحتضنته، جعلته في حُضنِها وضمَّتْه إلى صدرِها، ومعناه أيضا: رعتْه وربَّته، والمدرسةُ تحتضنُ التلاميذ: أي تضُمّهم وترعاهُم وتربّيهم.
المعـــانـــي
1- ما هي الأفراحُ التي ذهبت مع العطلة الصّيفيّة؟ وما هي الأفراح التي سيجدُها التّلاميذُ بالمدرسة؟
2- اذكر العباراتِ التي تدلُّ على حبِّ التلاميذِ لمدرستِهم.
3- بِمَ كنتَ تنعمُ لو ذهبتَ مع سميرٍ إلى عينِ دراهمَ؟ أو مع سليم إلى جزيرةِ جربةَ؟ أو مع صالحٍ إلى واحات الجرِيدِ؟
4- لماذا أسرَعَ التّلاميذ إلى أقسامهم بشغفٍ وابتهاجٍ؟.
ليست هناك تعليقات:
حتى تصبح عضوا في الموسوعة المدرسية انزل إلى أسفل الصفحة