من ذكريات أكتوبر - نصوص أدبيّة - السنة الخامسة ابتدائي
1- إِنَّ سَمَاءَ الخَرِيفِ المُضْطَرِبَةَ وَالأَوْرَاقَ التِي تَصْفَرُّ فِي الأَشْجَارِ المُرْتَعِشَةِ وَتَتَسَاقَطُ وَاحِدَةً وَاحِدَةً عَلَى الأَرْضِ، تُثِيرُ فِي نَفْسِي ذِكْرَيَاتٍ بَعِيدَةً لَمْ تَزَلْ عَالِقَةً بِخَيَالِي.
2- فَمُنْذُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي مِثْلِ هَذَا الوَقْتِ كُنْتُ أَقْطَعُ الحَدِيقَةَ العُمُومِيَّةَ قَبْلَ الثَّامِنَةِ صَبَاحًا لِأَذْهَبَ إِلَى الفَصْلِ شَاعِرًا بِقَلِيلٍ مِنَ الضِّيقِ، إِنَّهَا العَوْدَةُ. وَمَعَ ذَلِكَ كُنْتُ أُهَرْوِلُ وَكُتُبِي عَلَى ظَهْرِي وَخُذْرُوفِي فِي جَيْبِي. وَكَانَ التَّفْكِيرُ فِي الاِلْتِقَاءِ بِرِفَاقِي يُعِيدُ إِلَى قَلْبِي الفَرَحَ وَالاِطْمِئْنَانَ. وَإِنَّ لِي حِكَايَاتٍ كَثِيرَةً سَأَرْوِيهَا وَأَخْبَارًا طَرِيفَةً سَأَسْمَعُهَا. أَلَيْسَ لِي أَنْ أَعْرِفَ هَلْ أَنَّ صَالِحًا اِصْطَادَ فِي غَابَةِ عَيْنَ دَرَاهِمَ؟ أَلَيْسَ لِي كَذَلِكَ أَنْ أَنْشُرَ بَيْنَ رِفَاقِي أَنَّنِي رَكِبْتُ فَرَسًا فِي جِبَالِ نِفْزَةَ، وَأَنَّنِي تَسَابَقْتُ مَرَّاتٍ مَعَ أَتْرَابِي مِنْ أَبْنَاءِ الجِهَةِ؟ فَأَخْبَارُ العُطْلَةِ الصَّيْفِيَّةِ لاَ يُمْكِنُ أَنْ تَبْقَى مَكْتُومَةً، ثُمَّ إِنَّ فِي لِقَاءِ الرِّفَاقِ مُتْعَةٌ وَسَعَادَةٌ. فَأَنَا مُشْتَاقٌ كَثِيرًا لِرُؤْيَةِ أَحْمَدَ ذَلِكَ الطِّفْلُ الذِي يُشْبِهُ اليُرْبُوعَ حَجْمًا وَيَفُوقُ جُحَا حِذْقًا وَدَهَاءً (1) وَالذِّي يَحْتَلُّ المَكَانَةَ الأُوْلَى حَيْثُمَا وُجِدَ لِمَا طُبِعَ عَلَيْهِ مِنْ ظُرْفٍ وَكِيَاسَةٍ (2)
3- هَكَذَا كُنْتُ أَجْتَازُ الحَدِيقَةَ العُمُومِيَّةَ تُدَاعِبُنِي نَسَمَاتُ الصَّبَاحِ البَارِدَةِ، وَإِنِّي لَأُشَاهِدُ الآنَ كُلُّ مَا كُنْتُ أَرَاهُ آنَذَاكَ: نَفْسَ السَّمَاءِ وَنَفْسَ الأَرْضِ، فَصِبَايَ وَحْدَهُ لَمْ يَعُدْ مَوْجُودًا.
مترجم
الشرح:
1- يُشْبِهُ اليُرْبُوعَ حَجْمًا وَيَفُوقُ جُحَا حِذْقًا وَدَهَاءً: اليُرْبُوعُ: حيوانٌ صغيرٌ يشبهُ الفأرَ، قصيرُ اليدَيْنِ، طويلُ الرِجْليْنِ والذَّنْبِ (يُسمَّى عندنا الجرْبُوعَ)، جُحا: شخْصٌ اشْتهَرَ بالذَّكاءِ والحِيَلِ.
2- لِمَا طُبِعَ عَلَيْهِ مِنْ ظُرْفٍ وَكِيَاسَةٍ: طَبَعَ اللّهُ الإِنْسَانَ: أيْ أنْشأَهُ وصوَّرَهُ. الظُّرْفُ والكِيَاسَةِ: هُما الذَّكاءُ والحِذْقُ. كان أحمدُ محبوبًا بيْن رِفاقه مُبجَّلا لِما اتَّصفَ به مِنْ ذكاءٍ وحِذْقٍ.
المعـــانـــي
1- ما هي الأشياءُ التي تدلُّ على أنَّ الفصلَ خريفٌ؟
2- ماذا يتذكَّرُ الكاتبُ عندَمَا يَرَى علاماتِ الخريف؟
3-إنّ الطفلَ كان يشعرُ بضيقٍ يومَ العودَةِ ومع ذلك لم يَخْلُ قلْبهُ من فرَحٍ، ما هي العباراتُ التي تُظْهِرُ ذلك؟
4- لماذا كان الطفلُ مُتَشَوِّقًا إلى لِقَاءِ رِفاقِهِ؟
ليست هناك تعليقات:
حتى تصبح عضوا في الموسوعة المدرسية انزل إلى أسفل الصفحة