مظاهر التكافل الاجتماعي
عن أبي هريرة أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من نفّس عن مؤمن كربة من كُرب الدّنيا، نفّس الله عنه كُربة من كُرب يوم القيامة، ومن يسّر على مُعسر، يسّر الله عليه، في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه" (رواه مسلم).
في الحديث تأكيد بالغ على التّراحم والتسامح والتعاون بني الناس. ويظهر هذا التّأكيد في الوعد بالجزاء في الدنيا والآخرة على كل عمل تكافليّ، وكذلك في تفصيل بعض مظاهر التكافل إذ لم يكتف بالتّعميم:
1) من نفّس عن مؤمن كُربة:
الكُربة هي المشقّة والحزن. ونفّس تُفيد تفريج الكُربة والمساعدة على تجاوزها. ويكون ذلك بمؤازرة المكروب، والوقوف إلى جانبه لرفع معنويّاته في حالات المرض، أو فقدان عزيز، أو الفشل في امتحان... كما يكون بالمساعدة الفعليّة على تجاوز المشكلة، مثل إعانة صاحب حق ضائع في الحصول على حقّه أو مساعدة مريض وحيد في توفير ما يحتاجه عند مرضه...
2) من يسّر على مُعسر:
المُعسر هو الفقير الذي ضاق حاله. والتّيسير عليه يكون بإعانته ماديّا ومساعدته على تجاوز الحاجة والعَوَز. كما يكون بتأجيل موعد تسديد الدّين، وعدم التّشدّد في المطالبة به، وغير ذلك... قال الله تعالى: "وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ" (البقرة 279).
3) من ستر مسلما:
ستر المسلم معناه عدم إشاعة سرّه، خاصّة إذا كان السرّ خطأ شعر فاعله بالخجل عند ارتكابه، وسعى لإخفائه. وفي ستر زلاّت الناس احترام لهم، وحفاظ على خصوصيّاتهم، وتيسير للتّوبة والإقلاع عن الإثم. فانكشاف الخطإ يُثقل على الإنسان ويُصعّب عليه الرجوع عنه بعد أن تغيّرت نظرة الناس إليه بسبب خطئه.
4) ما دام العبد في عون أخيه:
هذا كلام عام يشمل كل أنواع التعاون، ما ذُكر آنفا وما لم يُذكر. فالتكافل عمل متواضع يحتاج الإنسان إليه بصفة مستمرّة. وما ذُكر من مظاهره ليس إلاّ أمثلة. فكل قول أو فعل يتحقّق به معنى التكافل يعد الله صاحبه أن يكون في عونه ما دام هو في عون غيره.
قال الله تعالى: "هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ" (الرحمان 60).
وقال: "إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً" (الكهف 30).
عودة إلى الصفحة: الملفات والبحوث الموافقة للمنهج الدراسي: التربية الإسلاميّة
ليست هناك تعليقات:
حتى تصبح عضوا في الموسوعة المدرسية انزل إلى أسفل الصفحة