عبقريّة منهج جابر بن حيان
جابر بن حيان
عبقريّة المنهج
وقد أنار "جابر" بذلك السبيل لكثير من العلماء الأوروبيين - فيما بعد - أمثال" "روجر بيكون"، و"روبرت الشستري"، و"فرانسيس بيكون" ، "نيوتن"، و"جاليليو" و"لافوازييه"، و"برستلي"، و"التون" وغيرهم.
وإذا نحن تدارسنا المنهج العلمي التجريبي لدى "جابر بن حيان" من واقع أعماله ومؤلفاته وتجاربه الكثيرة – نجد أن "جابر بن حيان" هو أول من جعل الكيمياء علما حقيقيا، وأزاح عنها ستار الكهانة والسرية، وفض من حولها ظروف التحايل والاحتكار، كما كانت من قبل أو كما يقول "هوليارد": "كانت موضوعا للشعوذة والجدل لا البحث العلمي".
وسنجد أن المنهج العلمي "لجابر بن حيان" يتلخص في: الفرض النظري، ثم البحث عما يؤكده أو يدل عليه في الواقع المحسوس، ثم مواصلة البحث والتطبيق، والدقة في التجربة، إلى أن يصل الباحث إلى قانون عام، ثم امتحان هذا التعميم الّذي أخذ صورة القانون، لا فيما يدل على صدقه فقط، بل فيما يمكن أن يخالفه أيضا إن وجد، إذ أن صورة القانون العلمي لا تكتمل في حقيقتها إلا بكشفه ما يحدث فعلا.
وقد تحدّث "جابر" كثيرا عن الأمانة العلمية، وعن صدق العالم التجريبي، وعن رسالته فقال: "ما افتخرت الحكماء بكثرة العقاقير، وإنما افتخرت بجودة التدابير، فعليك بالرفق والتأني وترك العجلة".
وقد كان "جابر بن حيان" أول من أرسى قواعد المنهج التجريبي من الكيمياويين العرب، وقد تبعه في ذلك الكثير من العلماء الآخرين، فبعد ذلك بقرن من الزمان جاء كيماوي العرب الثاني: "أبو بكر محمد ابن زكريا الرازي" (932م)، واتبع هو الآخر طريق "جابر بن حيان" في البحث والتجريب.
ليست هناك تعليقات:
حتى تصبح عضوا في الموسوعة المدرسية انزل إلى أسفل الصفحة