أشهر العلماء في التاريخ - البيروني
البيروني
ولد "أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني) عام (932 هـ – 973م) في بلدة (بيرون) الواقعة جنوب بحر آرال في إقليم (خوارزم) الفارسي (تركستان حاليا) في وسط آسيا.
نشأ "البيروني" نشأة متواضعة، إذ كان إبنا لأحد التجار الصغار في (بيرون)، وقد مات أبوه فاضطرّت والدته إلى العمل في جمع الحطب وبيعه لكسب رزقها، وقد ساهده "البيروني" في عملها مما أثّر في تكوينه وتشكيل ميوله منذ الصغر، فقد شبّ "البيروني" عاشقا للطبيعة، وقد دفعه هذا العشق إلى جمع الزهور والنباتات من كل مكان، وقد ساعده عمله في جمع الحطب على تنمية هوايته وإشباع حب إستطلاعه للتعرف على مختلف أنواع النباتات.
كان "البيروني" منذ الصغير يميل إلى التفكير والتأمل في الطبيعة والعالم والكون، وكانت تبهره رؤية الجبال والوديان، والكواكب والنجوم، والأشجار والنباتات والأنهار والزهور، فيقضي نهاره في رسم الأشجار والنباتات، وجمع ما يستطيعه عنها من معلومات، إلى أن التقى بأحد علماء اليونان، وقد عرض عليه هذا العالم اليوناني أن يصحبه لكي يعلّمه علم النبات، وفرح "البيروني" بهذا العرض فرحا شديدا، خاصة وأنه سيقوم بمساعدة هذا العالم في عمله لقاء أجر معلوم سيريح أمه من جمع الحطب، وكان لقاء "البيروني" بهذا العالم بداية رحلة العلم الشاقة الطويلة المبهرة.
كان "البيروني" يتكلم لغة أهله (الفارسية)، لكنه أيضا يعرف لغة دينه (العربية)، وقد علّمه العالم اليوناني كذلك اللغة اليونانية واللغة السريانية. وعندما بلغ "البيروني" من العمر أربع عشرة سنة، كان يجيد اللغات الّتي علّمها له العالم اليوناني، إلى جانب العربية والفارسية، وكان يعرف الكثير عن عالم النبات، وقبل أن يعود العالم اليوناني، إلى بلاده كان قد طلب من الأمير "أبو نصر منصور بن علي بن عراق" أحد أمراء الأسرة المالكة في خوارزم، وأحد علماء الفلك والرياضيات أن يعلّم "البيروني" العالم الصغير.
وظلّ "البيروني" في رعاية الأمير "أبي نصر" إلى أن بلغ من العمر تسع عشرة سنة، وكان الأمير قد أعدّ له ولوالدته بيتا، وأجرى عليه راتبا شهريا، وصار له مربّي يعلمه الفلك والرياضة، فلما أتمّ المعرفة لكل ما يعلمه الأقدمون والمعاصرون، تاقت نفسه إلى معرفة المزيد والجديد، وإلى الإكتشاف والإبتكار، فبدأ يفكّر في الجغرافيا بعدما إنتهى من النبات والفلك والرياضة.
ليست هناك تعليقات:
حتى تصبح عضوا في الموسوعة المدرسية انزل إلى أسفل الصفحة